كشفت تقارير استخباراتية أن طهران نجحت في توجيه ضربات مباشرة إلى خمس قواعدعسكريةإسرائيلية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً.
رغم دقة هذه الهجمات، فقد ساهمت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، القبة الحديدية، ومقلاع داوود، والسهم، في تقليص الأضرار والخسائر إلى حد كبير، وفق تحليل مايا كارلين المتخصصة في الشؤون الأمنية والعسكرية في مقالها بموقع “ناشونال إنترست”. وأوضحت كارلين أن فعالية هذه المنظومات منعت تحول الحرب إلى كارثة استراتيجية، رغم الغموض الرسمي الإسرائيلي بشأن تفاصيل الضربات وحجم الأضرار.
ضربات دقيقة لقواعد عسكرية
أصابت عدة صواريخ باليستية إيرانية عدداً من القواعد العسكرية الإسرائيلية، في هجوم يعد من أبرز محطات التصعيد العسكري بين الطرفين في الآونة الأخيرة. ووفق تقرير لصحيفة “ذا تلغراف” البريطانية، استند إلى بيانات من جامعة ولاية أوريغون، فإن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن 6 صواريخ إيرانية أصابت أهدافاً عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر، شملت قاعدة “تل نوف” الجوية، وقاعدة “زيبوريت” المحصنة، وقاعدة “غليلوت” الاستخباراتية، إلى جانب منشأتين عسكريتين أخريين لم تُسميا.
أضرار أقل من التوقعات
رغم دقة الضربات التي كشفتها البيانات، إلا أن حجم الأضرار الناتجة عنها كان محدوداً نسبياً، مقارنةً مع ما خلفته جولة القتال العنيفة في أكتوبر (تشرين الأول 2024. ويُعزى هذا إلى فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي تصدت لمعظم التهديدات. ومع ذلك، تظل تفاصيل هذه الضربات غير مؤكدة رسمياً، نظراً للقيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على تداول المعلومات العسكرية.
القبة الحديدية
تُشكّل “القبة الحديدية” حجر الأساس في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، إذ لعبت دوراً محورياً في حماية الأرواح باعتراض الصواريخ قصيرة المدى والطائرات دون طيار. وتتميّز المنظومة بقدرتها على كشف واعتراض التهديدات القادمة من مسافات بين 3 و70 كيلومتراً. تضم كل بطارية 3 أو 4 قواذف، يحمل كل منها 20 صاروخاً اعتراضياً. وتجاوزت نسبة نجاحها في التصدي للمقذوفات 90%، ما يجعلها عنصراً حاسماً في منع خسائر كبيرة.
مقلاع داوود
تمثل منظومة “مقلاع داوود” الطبقة الثانية في شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى، وصواريخ كروز، والطائرات دون طيار، المتقدمة حتى مسافة 300 كيلومتر. وتتكوّن المنظومة من وحدة إطلاق عمودي، ورادار متطور، وصاروخ اعتراض “ستانر” تبلغ كلفته مليون دولار، بقدرة على اعتراض 92% من التهديدات الباليستية، حسب الشركة المصنعة “رايثيون”.
الدرع العالي ضد الصواريخ
تُعدّ منظومة “السهم 2و3” التطور الأحدث ضمن الطبقات الدفاعية الإسرائيلية، وصُممت لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات شاهقة، داخل وخارج الغلاف الجوي. طورت هذه المنظومة بالتعاون مع الولايات المتحدة، وأثبتت فاعليتها في حالات ميدانية، أبرزها نجاح “السهم 3” في اعتراض صاروخ في الفضاء الخارجي العام الماضي، وهي سابقة نوعية في تكنولوجيا الدفاع الصاروخي.
دفاعات متقدمة وليست منيعة
رغم التقدم التقني في أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، إلا أن الحرب الأخيرة أثبتت أنها لا توفر مناعة كاملة ضد الضربات الصاروخية. لكن فعاليتها العالية حدت من الأضرار، ولولاها، حسب كارلين، لكانت نتائج المواجهة أكثر دموية على الجانب الإسرائيلي.
خلصت الكاتبة إلى أنه في ظل تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل، يبرز الدور الحيوي الذي تؤديه أنظمة الدفاع الجوي في حفظ التوازن العسكري وتقليل الخسائر. ومع أن الضربات الإيرانية أصابت أهدافاً نوعية، فإن”القبة الحديدية”،”مقلاع داوود”،”السهم”كانت حاسمة في تقليص تأثيرها، لتُثبت مرة أخرى أن التفوق في الدفاع لا يقل أهمية عن القدرة على الهجوم.