” الأحلَام تتحققُ فقَط لِمَن يسعَي لهَـا.”

” الأحلَام تتحققُ فقَط لِمَن يسعَي لهَـا.”
بقلـم / مَريَّم يَاسِـر فَوزي
(وأن ليسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا ما سعى)
{النجم • 39}
” استمراريةُ السَعي ليسَ شرطاً أن تضمَن لكَ الوصول، ولكنَّها ستضمنُ لكَ أنَّك لَن تندَم حتَي وإن لَم تَصِل.”
کم مرةٍ تكاسلتَ عنِ السعيِ بسببِ الخَوف مِن النتيجة ؟
وكم مرةٍ أضعتَ على نفسِكَ الفُرص؛ لأنَّك لم تكُن تَثِـقُ بِـذاتكَ ولأنَّك استصعبتَ الوصول؟!
عزيزي القارئ ، الساعِي لا شأنَ لَـه بِـالنتائج، بَل بِـالسَعي، فكيفَ تُريد النتيجـةَ وأنتَ لا تسعَى لهَـا؟
كفـاكَ تذمراً : ” لَن أقدِر ، لَن أفعَل ، هذا صعب،.. والكثير “.
كُلُّهَـا عِبارات تزرعها بِـداخِل نفسِك، ولا تدري أنَّ بِـإمكانِكَ صُنـعُ الكثِير، وأنَّ بِـإمكانِكَ البَدءُ مِن لَا شَيء، لَا شيء بِـكُلِّ معنَى الكَلمَـة، تستَطيعُ أن تبدأ وتسعَى، نعَـم ستتعَب، ولَكِنَّ النتائِجَ تستَحِقْ..
وإن لَم تـرَ النتيجـةَ المطلوبـة؛ فلَا تتغافَـل عَنِ النتَائـج الخفيـة ؛ كالخِبـرة، والتعَلُّـم مِن مواقِفِكَ أثنَـاءَ سَعيِك، ولَا تنسَى أنَّ رِحلـةِ السَعي فِي حَـدِّ ذاتِهَـا تصنَـعُ مِنكَ شخصـاً أقوى، شخصـاً أنضَـج، وشخصـاً لَا يَخَـافُ السَعي، بَل لَا يترددُ فِي أن يسعَى مِـراراً وتِـكراراً..
فَـالسَعي هُو البوابـةُ الحقيقيـة لِـتَحقِيق الأحـلام.
وجميعُنـا نَعـرف قِصَّـة العالِـم الشَهِـير ” توماس أديسون“، والذي عُـرفَ بِـصاحِب الـ ١٠٠٠ اختراع؛ صانِـع المِصباح الكهربي ، وهو مِثـال للشخصِ الَّذي تحدَى جميـعَ الظُروفِ الصعبَـة الَّتِي واجهتـه لِـيَصِلَ فِي النِهايَـةِ إلَي أعلَى مَراتِب النجَـاح ويُصبِـحَ أحَـد أشهَـر العُلَمـاءِ فِي العالَـم..
وفِي صُنعِـه لِلمِصبَـاح؛ خَـاضَ العَـديد مِن المُحـاولاتِ الفَاشِلـةِ ولَم يَيأس، حتَى تمكَّـنَ فِي النهَايـة عام ١٨٧٩ مِن إنهَـاءِ هذا الاختِراعِ الَّذِي لَا زِلنَـا نَنتفِعُ بِـه إلَى الآن.
وقَد قَال أدیسون عَن نفسِـه : ” أنا لَم أفشَـل، بَـل وجَدتُ ١٠٠٠٠ طريقَـة لَا يُمكِـن لِلمصباحِ العمَل بِهَـا “
وهذا وإِن دَلَّ علَى شَئٍ فإنَّـه يدُل علَي عدمِ الاستسلام لِليأس، وعلَى العزيمـةِ والمُثابـرة والرغبَـةِ فِي تَحقيـقِ الأهـداف ، فَالنجَـاح مَـا هُو إلَّا 1% موهِبـة ، و 99% جُهـد مَبـذول.
إذاً اصنَـع هدفَك ، حَـدِدهُ أولاً ، فلَا سَعيَ بِـلا هدَفٍ واضِـح، قُم بِـخُطتِكَ لِلسَعي، واستعِـنْ بِـالله وامضِ فِي طريقِـك، وأن تَبدأ خَيـرٌ مِن الجُلوس، وبِدايتُكَ الآن خيرٌ مِن بدايتِك الساعـة القادمَـة، ولَا تَستعجِـل النتَـائِج، فلَا وصُـولَ لِلقمـة بِـلَا درجَـاتٍ نَصعَـدها، وخُطـواتٍ نَمشيهَـا، خُطـوةً بِـخُطوة..
ولا تَستعجِـل حتَى لا تَتعثَـر ، وحتَى وإن تعثَـرت ، فتَذكَّر أنَّـكَ خيرٌ مِن الَّذِي لَا يسعَى، واعلَم أنَّ ” السَيـرَ علَى طَريـقِ الوُصُـولِ وُصُـولْ..
اصنَـع ذاتَـك، انهَـض وامسَـح غُبـار اليأسِ عنكَ الآن، كُن ناجحـاً ، وأبدِع فِي مَجالِـك، استخـدِم مواهِبَـكَ ومعلوماتِـك فِي صُنـعِ النَّجَـاحِ الخَـاص بِك، واعلَم قدرَ ذاتِـك حقـاً، وتذكَّـر أنَّـك مِن بنِي البشَـر، الَّذِين فضَّلَهُـم الله علَى جَميـعِ مَخلوقاتِـه، قُم إذا وتوكَّل عليـهِ وابدأ رِحلتِـكَ إلَى السَعي والنَجـاح..
وافعَـل شيئـاً يجعلك مُستحقـاً لِـتكريمِ الله لَك..
ولا تَقُـل غـداً، بَل قُم الآن وتَوكَّـل علَي الله فأنـتَ لهَـا ،
فمَـا سعَي بالله ساعٍ إلَّا استطَـاع ؛ وما سَـارَ علَى الدربِ سَائِـرٌ إلَّا وصَـلْ.”