حوادث

إيطاليا.. الإبن يقتل أسرته من قاعة الجريمة إلى قاعة الامتحان

نهى عراقي

 استيقظت مدينة باديرنو دونيانو، شمال ميلانو الإيطالية، على واحدة من أبشع الجرائم الأسرية في تاريخها الحديث، بطل هذه القصة المأساوية هو شاب لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، يُدعى ريكاردو كياريوني، الذي ارتكب مجزرة بحق أسرته مستخدمًا سكينًا، موجّهًا لهم أكثر من 108 طعنات قاتلة.

في الساعات الأخيرة من ليلة 31 أغسطس 2024، أقدم ريكاردو، الذي كان حينها لم يبلغ سن الرشد (17 عامًا)، على قتل أفراد أسرته بدم بارد. بدأ بجريمة لا تصدق حين طعن شقيقه الأصغر لورينزو (12 عامًا) بـ57 طعنة، ثم انقض على والده فابيو (51 عامًا)، وأخيرًا أنهى حياة والدته دانييلا (48 عامًا) بـ51 طعنة مروعة.

ما زاد من هول المشهد أن القاتل اتصل بعدها بالشرطة قائلاً بهدوء: «لقد قتلتهم جميعًا… تعالوا إلى المنزل».

خلف الجريمة… عقول تبحث عن إجابة.

تقول تقارير الطب النفسي إن ريكاردو كان يعيش في عالم من الأفكار المشوشة والخيالات المرضية، حيث أقنع نفسه أن التخلص من أسرته هو الطريق إلى “الحرية” والخلود. ومع ذلك، حكمت المحكمة بأن الشاب كان مدركًا لأفعاله تمامًا وقت ارتكاب الجريمة، ورفضت الأخذ بفكرة “الخلل العقلي” كعذر مخفف.

في حكم صدر يوم الجمعة الماضي، أدانت محكمة الأحداث في ميلانو ريكاردو بالسجن لمدة 20 عامًا، وهي العقوبة القصوى التي يمكن إصدارها ضد قاصر في القانون الإيطالي.

بين قفص الاتهام وقاعة الامتحان
في مشهد يثير الصدمة وربما الحيرة، وفي صباح يوم الإثنين، ارتدى ريكاردو ملابسه الرسمية ليس للمثول أمام المحكمة، بل لأداء الامتحان الشفوي للبكالوريا من داخل السجن.

نعم، الطالب القاتل أكمل دراسته من خلف القضبان، بعد أن أنهى الامتحانات الكتابية بنجاح، ويطمح الآن إلى دخول الجامعة لمتابعة تحصيله الأكاديمي، كل ذلك وهو يقضي عقوبته في مركز احتجاز الأحداث في مدينة فلورنسا.

يقول محاميه، أماديو ريتسا: «ريكاردو استعد جيدًا للامتحان، ويريد مواصلة دراسته. على الرغم من فداحة ما فعله، لا يزال أمامه حياة يحاول أن يعيد بناءها خلف الجدران».
خطر يلوح في الأفق.

التقارير الطبية الأخيرة تشير إلى أن حالته النفسية آخذة في التدهور، مع مخاوف جدية من أن يُقدم على الانتحار داخل السجن. محاميه تقدم بطلب عاجل لنقل موكله إلى مؤسسة صحية نفسية لمتابعة علاجه.

العدالة مستمرة… والمعركة القانونية لم تنتهِ.
الدفاع يخطط للطعن في الحكم أمام محكمة الاستئناف، متمسكًا بأن موكله يعاني من اضطرابات عقلية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

حين تصبح الأسرة مسرحًا للجريمة:
تبقى هذه القصة واحدة من أكثر الجرائم الصادمة في إيطاليا، ليس فقط بسبب وحشيتها، بل أيضًا بسبب المفارقة المؤلمة: شاب كان يفترض أن يخطو خطواته نحو المستقبل، اختار بدلاً من ذلك أن يمحو ماضيه بأكمله بيديه.

إيطاليا.. الإبن يقتل أسرته من قاعة الجريمة إلى قاعة الامتحان
إيطاليا.. الإبن يقتل أسرته من قاعة الجريمة إلى قاعة الامتحان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى