الحارة السد

أنا آخر بيت في الحارة السد
الحارة اللي عيالها يا سيدي
كانوا أشقى عيال
على وجه الأرض
أولها تلاقي أم تريزة
وقصادها الحاج غريب زنة
أبو أحسن دكتور في الوراق
الحارة اللي ف عز آلامها
كانت تتوجع أخلاق
الحارة اللي بيوتها قديمة
لكن في الشدة بتسند بعض
لو مالت حيطة على التانية
تلاقيها ف ثانية تقويها
وتسد حاجتها وتحميها
ما أهو كل بيوت الحارة اخوات
ومافيش مسافات
الفرح بيدخل من باب
ف يزور الكل
الجرح يلاقي الأحباب
ف بيضعف وبسرعة يقل
والأرض بتفرح بشبابنا
لو شافهم قمر الليل يحلف
إنه ما ح يطل
ضحكتهم نور
وكلامهم يشبه دستور
لحياة كات رافضة معاني الذل
من دقة زار قدام مني
لطرمبة بتجمع كل الناس
م العنبة اللي بتحرس غيطنا
للنخلة اللي بتطرح إحساس
لعيدان تتلم في آخر الليل
على صوت الست الونَّاس
مع أبلة فضيلة نروح صاحيين
كتاكيت في الحارة شمال ويمين
ودي قعدة بتغسل في المواعين
ودي لسه يا دوب بتتطب عجين
ودي جابت م العِشة البيض
ودي واقفة تبخر جوة البيت
وده خارج على باب الله
وده شم بخور راح قال الله
على ريحة العيش والطعمية
قيلولة ساعة العصرية
على بعد المغرب واللمة
خلاويص لأ لسه وع الاُمة
عسكر حرامية ونتغمَّى
“على بين القمح وبين الفول
ما تخبي في ديلك يا عصفور”
وفي عز اللعب انقطع النور
وماجاش غير لما الشعر ابيض
والحيل من كُتر الهم اتهد
وكبرتوا يا أشقى عيال الأرض
وخلاص شجرتكم في الناقص
أنا آخر بيت لكن باصص
وشايفكم واحد ورا واحد
بتفارقوا الحارة بدون سلامات
ما التعلب بالأيام أهو فات
مواليد بتودع أموات
والحارة حياة
بنعيشها وبتعيشنا ودايماً
أنا واقف مع كل بيوتها
وباسبح وباقول الله
…………….
شعر: سامح هريدى