ثقافة و فن

الخُيُول

وقفة على أطلال المجد العربي

فَتْــحٌ الفَـوَارِسِ كُـلَّ يومٍ يَكـبُرُ

واللهُ مِنْ خَلفِ الفَـوَارسِ أكبَرُ

في الشَّرقِ ضِرغامٌ يَخُطُّ عرينَهُ

في الغربِ يَزحَفُ لِلفُتُوحِ غَضَنفَرُ

ومُعَسكَرُ القَعقَـاعِ أشجَعُ فِتيَةٍ

دَخلُوا المَمالِكَ.. والحيَاةُ مُعسكَرُ

زحَفَتْ خُيُولُ اللهِ يَركَبُ سَرجَها

أسَـدٌ على بابِ الكواكِبِ يَزأرُ

دَخَلَتْ مَقاصِيرَ القَيَاصِرِ.. فانزَوَى 

يبكِي على فَقْـدِ العُرُوشِ القَيصَرُ

فَتَحت حُصُونًا لم تُتَح لِمُحارِبٍ

وأتَـتْ بِمـا لم يَأتِهِ الإسـكَندَرُ

“اللهُ أكـبَرُ” حينَ نادَتْ طَنجَةٌ

لبَّى نِداءَ الهَــاتفِينَ العَســـكَـرُ

“اللهُ أكبَـرُ” حينَ زَمَجَرَ طارِقٌ

دانَتْ لَهُ الأعرَابُ… دانَ البَربَرُ

“اللهُ أكـبَرُ” قَالَهَا موسَى.. ولَمْ

يُـنْهِ النِّدَا… إذْ بالمرَاكِبِ تَعـبُرُ

يا قَلعَةَ الإِســبَانِ أيـنَ زِيادُنا؟

يا مدخَلَ الحَمراءِ أينَ الأحمَرُ؟

أينَ المُعِـزُّ؟ وأينَ مَوكِبُ عِـزِّهِ؟

بل أينَ قائِدُهُ المُحَـنَّكُ جَوهَـرُ؟

أبكِي على طَلَلِ المدينَـةِ كُلَّما

لاحَتْ مآذِنُ أمسِهَـا والأزهَـرُ

واليومَ.. نجلِسُ كالنِّساءِ ونحتَسِي

عِنَـبًا… وثَغــرُ البابليَّةِ سُـكَّـرُ

رَغَـدٌ.. وفي كَفِّ الخَلاعَةِ مَوتُـنَا

رَغَـدٌ.. وفي حِضنِ القِيَانِ المَحشَرُ

لا شَيءَ إلَّا شَاشَةٌ ومـــوائِدٌ

وجَهَـازُ تكييفٍ وجِسمٌ مَـرمَـرُ

وَحِكايَةٌ ما زَالَ تِلـفازُ البِـلادِ

يُذيعُها… فيـمَا يُذيعُ ويذكُـرُ:

عن دَولَـةٍ لم تُستَلَبْ… كانتْ لنَا

رَكَعَ الزَّمانُ بِبَابِها… والأعصُرُ

نَسَفَتْ بِشَرعِ النُّورِ مَوقِـدَ فارِسٍ

كَسَرَتْ بِهِ كِسرَى ولمْ يَكُ يُكسَرُ

وَثَبَتْ على رُومَا وقَصَّتْ ظُفْـرَهَـا

وَمَشَتْ على رأسِ السُّهَـا تَتَأمَّـرُ

كانَتْ تُحَـرِّكُ كالدُّمَى خَاقَانَهُم

 تَنْهَى بما شَاءَتْ عليهِ وتأمُرُ

اليَومَ.. يَسحَبُنا فنمشِي خَـلفَهُ

ضَعفًـا كما يَمشِي لِحَتفٍ جُـؤْذَرُ

شَيبُـوبُ أصبَحَ في صَدَارةِ قومِهِ

وَوَراءَ ضَأْنِ القَومِ يَسرَحُ عنترُ

كُـنَّا كَعِقدِ الماسِ في عُنُقِ الدُّنَا

وتعانَقَتْ حَـبَّاتُهُ والجَوهَرُ

واليَومَ يحتَضِنُ الشَّقيقُ شَقيقَهُ

ووَرَاءَ ضَمِّـتِهِ الخَؤونَةِ خِنجَـرُ

………………

شعر الدكتور: على عمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى