
ماهر حسن
أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن رسالة إلى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع – المعروف باسم الجولاني – أعرب فيها عن دعمه للجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في البلاد، وأعلن استعداد روسيا “للتعاون العملي”، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بوتين أكد نية روسيا الراسخة تطوير التعاون العملي مع القيادة السورية في كامل طيف القضايا الثنائية، بهدف تعزيز العلاقات الروسية السورية الودية تقليديا.
وتظل روسيا لاعباً رئيسياً في سوريا، إذ تحافظ على وجود عسكري قوي في البلاد، مع قاعدة جوية بالقرب من مدينة حميميم وقاعدة بحرية في ميناء طرطوس.
الدبلوماسية الروسية ترد بقوة على القمع ضد العلويين
وجاءت رسالة الرئيس الروسي إلى الجولاني في أعقاب حملة قمع دموية في منطقة الساحل السوري، معقل الأقلية العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل أكثر من 1500 مدني، معظمهم من العلويين، على يد القوات الحكومية خلال الحملة القمعية.
ورداً على هذه الأحداث، فتحت روسيا قاعدة حميميم الجوية أمام نحو 8 آلاف لاجئ علوي، وناشدت جميع القادة “المحترمين” في البلاد وقف إراقة الدماء.
وفي وقت لاحق، انضمت روسيا إلى الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان يدين المجازر ويدعو الحكومة السورية المؤقتة إلى محاسبة المسؤولين عنها.
وقد أطلقت الحكومة تحقيقا في الأحداث، ولكن حتى الآن لم تتم محاسبة أي شخص، على الرغم من وجود مواد مرئية تحدد هوية بعض الجناة.
رفض الجولاني مقترحات كاديروف والإنذار الروسي الجديد.
ونظرا لانعدام الثقة في الحكومة، يرفض العديد من العلويين مغادرة القاعدة الجوية الروسية ويطالبون بالحماية الدولية.
الحل المحتمل للجولاني، من أجل تجاوز هذه الأزمة التي تهدد شرعية حكومته، هو السماح لروسيا بلعب دور مباشر في ضمان الأمن في المنطقة الساحلية.
وكان زعيم الشيشان رمضان قديروف قد عرض على سوريا التعاون الأمني فور سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ولن يكون مفاجئاً أن يطرح بوتن اقتراحاً مماثلاً في رسالته الأخيرة إلى الزعيم السوري الجديد.
ومن الممكن أن تساعد مشاركة روسيا، التي تحافظ على علاقات وثيقة مع المجتمع العلوي، في تهدئة التوترات والحفاظ على وحدة البلاد.
ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الجولاني، الذي يبدو عازما على قمع العلويين، سيقبل هذا الاقتراح.