يا من جفوت الوداد مهلا ورفقا
فالقلب يحزن إن تناءيت ودقا
كيف الهجر يطيب والصب مقبل
يشتاق وصلك ليلة أو يُحققا
كم صادقتك الليالي في ندها
فأين عهدك لم تكن متفقا
يا من تناسى صلة القلب وارتحل
في درب غدر لا يؤدي لمأمن
هل كان ودي خطأ أو بات زلة
حتى تجود بالقطيعة في العلن
لو كنت تسمع دمع صبري في الدجى
لبات فيك الوجد حرا يستكن
أو كنت تعرف ما سبكت من الأسى
لما غدوت ولا تركت ولا ركن
يا قاطع الرحم الذي هجر الأحبة
أما سمعت بعاقبات الجافين
إن الرحيم أتى ببر وصلة
وبآية في الذكر كانت تبين
إن كان قلبك قد تجمد بالجفا
فتذكر الموت الذي يأتي يقين
ولتعمل أن الرزق يضحى معطلا
والعمر يبتر بالقطيعة دائم
كم نحن نحسب أن عمرنا طويل
حتى يفاجئنا الفراق المؤلم
حتى نفيق ولا نرى إلا الأسى
في كل زاوية وعين تسجم
فارحم قريبا واصطفه لموده
فالوصل باق والخلود معتم
إن الطريق وإن تطاول سيره
فإلى اللقاء يظل دوما يقدم
يا من تناسيت الوداد مشردا
عد للوصال فليس غيرك يندم
واصفح بقلبك عن جفاء زائل
واعلم بأن الفوز في العفو العظيم
