لِلَّهِ دَرُّكَ يَا زَمَانِي، مَا الَّذِي غَيَّرْتَ فِينَا؟ أَيْنَ مَجْدُ الأَيَّامِ؟ كُنَّا نُرَافِقُ نُورَ صُبْحٍ مُشْرِقٍ فَأَتَى الظَّلَامُ بِسَيْفِهِ الْهَدَّامِ تَرْوِي اللَّيَالِي قِصَّةَ الْعُمْرِ الَّذِي سَارَتْ بِهِ الْآمَالُ فِي الأَنْغَامِ حُلْمٌ كَبِيرٌ كَانَ يَسْكُنُ مُهْجَتِي وَالْيَوْمَ يَسْكُنُهُ صَدَى الأَوْهَامِ كَمْ كَانَ صَفْوُ الْوُدِّ طِفْلًا نَاعِمًا يَجْرِي وَيَلْعَبُ فِي رُبَى الأَحْلَامِ حَتَّى أَتَى زَمَنُ الْمَصَالِحِ دُونَنَا فَسَقَاهُ مِنْ أَكْوَابِهِ بِسِهَامِ أَيْنَ الَّذِينَ إِذَا دَعَوْتُ قُلُوبَهُمْ لَبَّوْا النِّدَاءَ بِعِزَّةٍ وَوِئَامِ؟ غَابُوا كَمَا تَغِيبُ شَمْسٌ بَاهِرَةٌ خَلْفَ السَّحَابِ بِغَدْرَةِ الأَنْعَامِ أَيُّ الزَّمَانِ أَرَى وَفَاءَكَ نَادِرًا؟ هَلْ كَانَ حُلْمًا أَمْ مَضَى بِسِهَامِ؟ مَهْمَا غَدَرْتَ، فَكُلُّ يَوْمٍ يَمْضِيَ سَيُفْضِي إِلَى طُهْرٍ بِلا أَوْهَامِ فَاصْبِرْ، فَكُلُّ الْحُزْنِ فَجْرٌ بَاسِمٌ وَالنُّورُ يُولَدُ مِنْ دُجَى الأَيَّامِ كلمات/ حامد بكري