ثقافة و فن

في ذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم .. رحلة عطاء زاخرة

كتب: ماهر أبوالمعاطى 
تحل اليوم ذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم، التي ولدت في 31 ديسمبر عام 1898، في قرية طماي الزهايرة بميت غمر بمحافظة الدقهلية، لمعت موهبتها منذ نعومة أظافرها، بدأت مسيرتها الغنائية في الموالد الشعبية مروراً بأعظم الألحان ووصولها بقمة الهرم الغنائى بالوقوف على أكبر مسارح باريس.


نشأة أم كلثوم
ولدت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي في أسرة متواضعة الحال حيث كان والدها الشيخ إبراهيم إمامًا ومؤذنًا لمسجد في القرية، وكان يعمل والدها منشدًا في حفلات الزواج بالقرية وتعلمت الغناء من والدها في سن صغير، فبرزت موهبتها النادرة، بالتدريج حتى لمعت موهبتها وأصبحت مصدر دخل لأسرتها.



البدايات
لفتت أم كلثوم الأنظار إليها حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين باشا عام 1922، وأعطتها حينها سيدة القصر خاتمًا ذهبيًا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرًا لها، وحينها رآها الشيخ أبو العلا محمد الذي تحمس لها ونصح والدها بالسفر للقاهرة.


مسيرتها الغنائية
تألقت أم كلثوم في بداية مشوارها من خلال مسرح البوسفور في ميدان رمسيس و مسرح حديقة الأزبكية وتعلمت عزف العود على يد أمين المهدي ومحمود رحمي ومحمد القصبجي، وصدرت أول إسطوانة لها في منتصف العشرينيات وبيع منها ثمانية عشر ألف إسطوانة ومن هنا قد سمع الجميع صوتها النادر الذي طرب آذان كل من سمعها.


النجومية الساطعة
لم يكن صوتها النادر والمميز هو السبب الوحيد في سطوعها وانطلاقها، بل كانت نقطة التحول في حياتها عندما تعرفت علي الشاعر الكبير أحمد رامي الذي قدم لها كلمات غنائية رائعة ومميزة في تاريخ الغناء العربي مما ساهم في نجوميتها وانتشارها، ثم تعرفت علي الملحن محمد القصبجي وأصدرت مونولج ” إن كنت أسامح وأنسى الآسية” عام 1928، وحقق لها شهرة واسعة ليسطع اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية وكانت أول من قامت بالغناء في الإذاعة المصرية عام 1934.
أبرز الأغاني
كانت أغاني أم كلثوم تنادي باسم الحب والرومانسية ولكن قامت أيضا بغناء الكثير من الأغانى الوطنية ولم يتوقف عطاء أم كلثوم عند الغناء فقط، حيث قامت بأحياء العديد من الحفلات خارج مصر من أجل جمع الأموال للمجهود الحربي أثناء النكسة، وكانت أيقونة في الغناء ونموذج في الوطنية، من أبرز أغاني أم كلثوم حق بلادك، مصر التي في خاطري وفي دمي، شمس الأصيل، بعد الصبر ما طال، ألف ليلة وليلة، النيل، سيرة الحب، الحب كده، ليلة الحب، ياسلام علي عيدنا، صوت بلدنا.


الجوائز والتكريمات
حصلت ‏أم‏ ‏كلثوم‏ ‏خلال مسيرتها الغنائية على الكثير من ‏الأوسمة‏ ‏والنياشين، وجميعها موجودة في متحف يحمل اسمها بمنطقة الزمالك، وكذلك في متحف يحمل اسمها في منطقة منيل الروضة ومن هذه الأوسمة، قلادة‏ ‏النيل‏ ‏من‏ ‏الرئيس‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏، وأوسمة ‏ الأرز‏ ‏الوطنى ‏من‏ ‏لبنان‏ ‏من‏ ‏الطبقة‏ ‏الأولى، ‏الاستحقاق‏ ‏السورى، والكفاءة‏ ‏الفكرية‏ ‏من‏ ‏المغرب‏، و‏الامتياز‏ ‏الپاكستانى، و‏نقابة‏ ‏الموسيقيين‏ ‏اللبنانيين‏، ونوط‏ ‏الجمهورية‏ ‏التونسية‏، ووقلادة‏ ‏الاستحقاق‏ ‏من‏ ‏مصر، وميدالية‏ ‏أسبوع‏ ‏تسليح‏ ‏القوات‏ ‏المسلحة‏ ‏المصرية‏ ‏سنة‏ 1955، ومفتاح‏ ‏مدينة‏ ‏طنطا‏.


حياتها الخاصة
تزوجت أم كلثوم من الطبيب حسن السيد الحفناوي عام 1954، وهو كان الطبيب المعالج لها واستمر زواجهما حتي وفاتها.


مرضها ووفاتها

تصدر خبر مرض أم كلثوم الصحف والمجلات في 22 يناير 1975وكانت فاجعة مرضها أوجعت قلوب محبيها وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لأم كلثوم، حيث كانت تعاني من أمراض في الغدة الدرقية، وفي 3 فبراير 1975 ألقي الكاتب يوسف السباعي في تمام السادسة مساء نبأ رحيل كوكب الشرق أم كلثوم وكانت جنازتها مهيبة حضرها رجال الدولة والسفراء العرب على رأس الجنازة، يتقدمهم الدكتور عبدالعزيز حجازى، رئيس الوزراء، وسيد مرعى، رئيس مجلس الشعب، وحسن كامل، مندوبا عن رئيس الجمهورية، والدكتور عزيز صدقى، مساعد رئيس الجمهورية، وممدوح سالم، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، والدكتور عبدالعزيز كامل، وزير الأوقاف، ويوسف السباعى، وزير الثقافة، وكمال أبوالمجد، وزير الإعلام، وانصرفوا بعد أن أصر الجمهور على الاشتراك فى الجنازة، وكسروا الحواجز ليلتفوا حول الجثمان، وتزايد ضغوط الآلاف حتى بلغ من ميدان التحرير إلى أقصاه فى شارع طلعت حرب، وقدرت الأعداد بأن مليون مواطن قد شاركوا فى الجنازة، وكان هدير صوت الجماهير قد زاد مع تلويح المناديل البيضاء وسط هتافات: «مع السلامة.. مع السلامة يا ست.. مع السلامة يا ثومة.. يا صوت الشعب .. يا صوت الخير .. مع السلامة يا عظمة مصر».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى