عربي ودوليتحقيقات وتقارير

خطوات جديدة لصواريخ آرو وثاد

ماهر حسن

تقييم التجربة بعد الضربات الصاروخية الحوثية المنسقة التي استهدفت إسرائيل، فإن اللاعبين الرئيسيين يتقدمون في تصميم أنظمة مضادة للصواريخ، والتي يتم اختبارها بالفعل في إسرائيل.

 كما تشير صحيفة جيروزاليم بوست في مقال موسع، هو خفض التكلفة الحالية الهائلة المترتبة على صد الهجمات الصاروخية، ولكن أيضا تطوير وتحسين أنظمة جديدة لمنع تطوير القدرات الصاروخية للجهات الفاعلة من غير الدول، مثل الحوثيين، الذين تدعمهم إيران على الرغم من ذلك.

نشرت الولايات المتحدة بطارية صواريخ ثاد في إسرائيل لتعزيز نظام آرتس الإسرائيلي، الذي تم نشره لصد سلسلة من الهجمات من اليمن الأسبوع الماضي.

تم اعتراض الصاروخين الباليستيين اللذين أطلقا، ​​وأجبرا مئات الآلاف من الإسرائيليين على الفرار إلى الملاجئ، في وقت واحد بواسطة صاروخ “حيتس” الإسرائيلي وصاروخ “ثاد” الأميركي.

إن نظام ثاد هو المعادل الأمريكي لنظام آرو الإسرائيلي ولكنه يختلف بشكل كبير في التصميم والتشغيل. تم تطوير كلا النظامين بعد حرب الخليج عام 1991، عندما فشل نظام باتريوت في اعتراض صواريخ سكود العراقية.

تم تطوير الباتريوت في الأصل كنظام مضاد للطائرات، ثم تم تحويله لاحقًا لاعتراض الصواريخ الباليستية. لقد أدركت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، استناداً إلى أدائهما خلال الحرب، أن الأمر يتطلب نظاماً خاصاً لتحقيق هذا الغرض.

في حين طورت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) نظام Arrow 2 باستخدام التمويل الأمريكي المقدم للقوات الجوية الإسرائيلية، طورت شركة Lockheed Martin نظام THAAD للجيش الأمريكي.

ورغم أن تطوير نظام “آرو” لم يكن سلسا دائما وواجه النظام بعض الإخفاقات أثناء الاختبار، فإن تطوير نظام “ثاد” كان أبطأ بسبب عدد أكبر من الإخفاقات. تم تسليم نظام “حيتس” إلى القوات الجوية الإسرائيلية في عام 1998 ودخل الخدمة في عام 2000، في حين دخل نظام “ثاد” الخدمة في عام 2008 فقط.

على الرغم من أن كلا النظامين مصمم للعمل ضد أهداف مماثلة، إلا أنهما يختلفان بشكل كبير في طريقة التشغيل والتكلفة. لقد طور الإسرائيليون صاروخًا يضرب الهدف عن قرب ويدمره بسيل من الشظايا المعدنية الساخنة، بينما أصر الأميركيون على “الضرب للقتل” – أي إصابة مباشرة للهدف.

ويتطلب هذا النهج قدرا أكبر من الدقة في تتبع الهدف ومناورة الصواريخ، ولكنه يلغي الحاجة إلى وجود رأس حربي. استخدمت الصناعات الجوية الإسرائيلية الضربات المباشرة فقط باستخدام صاروخ “حيتس 3″، الذي يعترض هدفه في الفضاء، حيث لا معنى للانفجار وحيث لا يمكن تدمير الهدف إلا عن طريق ملامسة المعدن للمعدن. يحقق كلا النظامين سرعات عالية متساوية تتراوح بين 9000 و10000 كيلومتر في الساعة.

علاوة على ذلك، فإن النظام الأمريكي أخف وزناً، مما يسمح بنقله بواسطة طائرات الشحن إلى مناطق القتال. يعتبر نظام “حيتس” أثقل وزناً، حيث تم تصميمه لحماية إسرائيل من القواعد الثابتة أو عند سحبها بواسطة الشاحنات إلى مواقع جديدة.

تم شراء نظام ثاد من قبل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية

الفرق الكبير بين النظامين هو التكلفة: كل صاروخ اعتراضي من طراز “آرو” يكلف ما بين 2 إلى 3 ملايين دولار، مقارنة بنظام اعتراضي من طراز “ثاد” يكلف ما بين 12 إلى 15 مليون دولار. وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية فقط، اللتين تستطيعان تحمل تكلفته، تشتريان نظام ثاد حتى الآن. ألمانيا، التي قامت بتقييم نظام ثاد ضد نظام آرو 3، اختارت النظام الإسرائيلي.

ونفذت أول عملية اعتراض عملياتية لنظام ثاد في يناير/كانون الثاني 2022 في الإمارات العربية المتحدة عندما تم إطلاقه ضد صاروخ أطلقه الحوثيون. ولا يوفر نظام ثاد لإسرائيل قدرات تتجاوز تلك التي يوفرها بالفعل نظام آرو، ولكن أنظمة الاعتراض الإضافية تزيد من قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على اعتراض وابل أكبر من النيران التي من المرجح أن تأتي من إيران.

ويتدرب أفراد الدفاع منذ عدة سنوات على التشغيل المشترك لنظام ثاد ونظام صواريخ إس إم-3 المثبت على مدمرات الصواريخ الأميركية التي تحمل نظام إيجيس. تتمتع هذه الأنظمة بالقدرة على “مشاركة” الأهداف واستخدام رادارات بعضها البعض لتحسين الفعالية.

وتعمل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية حاليا على تطوير الأجيال القادمة من نظام الاعتراض – Arrow 4 و Arrow 5 – المصمم لمواجهة التهديدات الجديدة مع خفض تكلفة الاعتراضات قدر الإمكان للسماح بشراء كميات أكبر.

ورغم أنه من المقرر تعزيز القبة الحديدية هذا العام بنظام الليزر “ماجن أور” (وكلاهما من إنتاج شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة)، فإنه من غير المتوقع ظهور ليزر قوي بما يكفي لاعتراض الصواريخ الباليستية في المستقبل القريب. ولذلك فإن منظومة “حيتس” و”ثاد” ستظلان بمثابة رأس الحربة لإسرائيل والولايات المتحدة في هذا المجال.

وتدرس الولايات المتحدة استخدام صاروخ “حيتس” ضد نظام “القبة الذهبية”، وهو نظام الدفاع الجوي الذي أطلقته إدارة ترامب لحماية الأراضي الأميركية من هجمات صاروخية كبيرة، مماثلة لتلك التي استهدفت إسرائيل وأوكرانيا في السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى