سألت الحبيبه ألست أنت ملاك

سألت الحبيبه ألست أنت ملاك
أم قد سكنت الروح في مغناك

من أين هذا السحر هل يخفى الهوى
إن زارني طيف الجمال رضاك

أم كيف أصبر والشجون تجرني
شوقا إلى أنفاسك الوضاك

يا من تملكت الفؤاد بمهجتي
وغدوت في كل الجوارح ذاكي

إني أحبك لا خفاء بمهجتي
والحب في صدري شذا مسراك

عيناي تسأل عنك دوما نجمة
سجد الضياء بوجهها لسناك

ما كنت أرجو في الحياة سوى التي
تمشي إلي كأنها دنياك

قيدت قلبي بالبريق وبالهدى
وكتبت في أوجاعه لقياك

فاذكري غريبا هام بين دموعه
ما نام إلا والحنين شكاك

لو تعلمين مدى احتراقي دونكم
لبكيت من دمعي ومن شكواك

ما بين صدر الليل ألف حسرة
تبكي حنيني كلما ناداك

يا من زرعت الوجد في أعماقنا
وجعلت كل الكائنات تراك

لولا رجاء الحلم ما عشت الهوى
ولا اخترت من كل الدروب هواك

أمشي إليك وما على كتفي سوى
أحمال شوق خائف من جفاك

لم يبق في صدري سوى أنفاسه
والأنفاس تبكي أن ترى عيناك

يا سلوة الأيام يا أمل المدى
يا من تركت القلب في ذكراك

قد كان لي وطن بوجهك باسما
والآن صرت الغيم في مغناك

أبكيك لا وجعا ولكن ربما
تسقي دموع الحرف روح هواك

يا زهرة لا تنتهي في روضها
رغم الجراح الحزن في معناك

لو تعذر الوصل الجميل فإنني
أرضى ببعض الحلم من رؤياك

أرضى بحزن قد نما في مهجتي
طال المدى لكنني أهواك

تبكيني الأيام إن ضاعت سدى
لكن يكفيني هواي رضاك

لو كان بيني والليالي موعد
لجعلت صدر الليل وقف خطاك

وسقيت صحرائي بقطر عيونك
وغرست عمري عند ظل يداك

لكنني أمضي وحيدا باكيا
أشكو إلى صمت المدى نجواك

كل الدروب إليك تعرف خطوتي
والريح تحفظ سري ومبكاك

كم قلت للأنفاس كفي نشجها
لكنها عصت الدموع لذكراك

يا طيب قلب لا أطيق فراقه
هل ضاع عهدي أم نسيت وفاك

ما عدت أملك غير نبضي شاهد
أن الحياة تمر في مغناك

إني وهبتك في الغياب قصائدي
وغزلت من وجعي رداء علاك

فارفق بحالي إن رأيت تلهفي
فأنا الذي سهر الليالي اشتاك

وسألت روحي ألف مرة هل ترى
يوما يجود الحظ لي بلقاك

لكنها تبكي وتهمس دائما
هيهات يرجع من مضى ورضاك

هيهات يرجع من مضى ورضاك
لكنني ما زلت أرجو ضياك

وأمد كفي للسماء كأنني
أبكي عليها أن تعيد سناك

فإذا النجوم تناثرت من حزنها
ورأيت ظل الحزن في أفلاك

يا من تركت القلب بين عذابنا
ما عاد في جسدي سوى أشواك

أمشي على الطرقات وحدي شارد
وأعد في أنفاسي الأفلاك

لو كنت تدري ما أعاني غصتي
لشربت دمعي وانثنيت شكاك

أو كنت تسمع كل وجدي خافقا
لعذرت قلبي حين ضاق بعذاك

يا ليت شعري هل تعود خطاك لي
أم ضاع دربي بعدما سواك

صوتي يناديك الذي ما خفته
وسرى بليل الصبر تحت ثراك

وكتبت في وجعي دعاء عاشق
يصبو لرؤية موطن يهواك

فإن انقضى عمري ولم أر وجهك
فلقاؤنا في الحلم أو رؤياك

 شعر/حامد بكري