تحقيقات وتقارير

علاقة خراب: من استعباد المرأة إلى ابتزاز الرجل

بقلم / كريمان سالم

هل تبادل الرجل والمرأة الأدوار؟
هل يقبل الرجل الفطرة الأنثوية في داخله؟ وهل تقبل المرأة الفطرة الذكورية فيه؟
أسئلة تقودنا إلى منطقة رمادية من الشك والارتباك، فلا هو رجل كامل الرجولة، ولا هي امرأة كاملة الأنوثة.

في زمننا هذا، باتت الفطرة مشوّشة ومشوبة بخلل عميق.

خلل في فطرة الأنثى التي تقاتل بشراسة لارتداء عباءة الرجل، متخلية عن ذوقها وأنوثتها، غير آبهة بمقاس العباءة أو لونها، حتى وإن كانت ملطخة بالغبار والخشونة. يكفيها أنها امتلكتها. لكنها، في النهاية، خسرت هويتها.

وفي المقابل، خلل في فطرة الرجل الذي سلّم نفسه لدور الضحية وأتقنه؛ فهو الزوج التعيس الذي يحمّل زوجته التمرد أو الاستغلال أو التسلّط مسؤولية فشل العلاقة، ويحوّل غرفة النوم إلى طاولة مساومات ومفاوضات.

أصبحت فكرة بناء الأسرة معضلة فلسفية، تتأرجح بين الاستسهال واستحالة التحقيق.
فرغم الانفتاح الثقافي والتطور التكنولوجي، لم تُهيَّأ الأجيال الحالية لمهمة بناء الأسرة.
لم يُطرح عليهم سؤال: “لماذا نتزوج؟” أو “كيف نختار الشريك؟”
هل نحتكم إلى العقل؟ إلى القلب؟ أم نترك الأمر للمصادفة، نرمي عملة في الهواء وننتظر: هل تظهر “ملك” أم “كتابة”؟

كل شيء متروك لصدفة أو لنظرة ناقصة.
ومع غياب الثوابت والاتفاقات الواضحة قبل عقد الزواج، يقع الجميع في الفخ:
بين زوجة متسلطة وزوج خاضع، أو زوجة مسلوبة الإرادة تبحث عمّن يفهم إنسانيتها، وزوج عنيف لا يعرف الرحمة.

بعيدًا عن شعارات النرجسية وحقوق المرأة ودروس “التنمية البشرية” التي تعدكِ بكيفية هزيمة النرجسي في خمس خطوات، هناك واقع أكثر تعقيدًا:

زوجة تُهان وتُعنّف باسم “العيشة والسلام”، بينما الشراكة الزوجية التي دخلتها بإرادتها تحوّلت إلى قيدٍ أفقدها إنسانيتها.
نسيَت أنها خُلِقت حرة، وأن كونها زوجة لا يعني أن تصبح عبدة لرجل لا يرى قيمتها.

وعلى الجهة الأخرى، هناك زوجٌ فقد رجولته تحت وطأة زوجة لا ترى في العلاقة سوى المال.
لكن لا عذر له إن رضي بدور الضحية، فهو خُلق قويًا، مسؤولًا، ذا قوامة وقرار وكرامة.
الزواج توازن: هو يُنفق، وهي تَطيع، والميزان تُعدّله المودة والرحمة.

الزواج ميثاق، وصفه الله بـ”الميثاق الغليظ”، لما فيه من خصوصية ووحدة وانكشاف غير اعتيادي.
لكن حين تختل الموازين، وتُمارَس صنوف من الظلم — عاطفي، أو جسدي، أو مالي — يصبح العقد قابلًا للتجديد أو الإنهاء.

اتركي من يستعبدك، واترك من يستنزفك.
فانهيار العلاقة أهون من انهيار النفس البشرية في كمين الاكتئاب والهوان.

تلك هي الخلاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى