عُـيُـــونٌ دِمَـشْـقِـيَّــة

أَيَـهْــوَاكِ شِـعْـرِي فَـرَقَّ و خَــفَّ
وأصبحَ دُونَ افتعالٍ مُقفىّٰ
فما نَطَقَتْ شَفَتاكِ بلا وَزنِ
صَـارَ قصـائـدَ شَـهْـدٍ مُصَفَّىٰ
لِـتَنْجَــرَّ مِن رأسها أَحْـرفُ الجَــرِّ
خَلْفَكِ ترجو جِوارَكِ عَطْفا
لعَيناكِ شاعرتانِ بِقَصــرِ الرَّشيـدِ
تَسُلَّانِ مجداً وحَرْفا
فَإحداهُما المتنبي وأخرى نزارٌ
فكم شاعرٍ ذاقَ حتفا
بسيفِ القوافي بِـجَفْنَيْكِ حُــدَّ
فسبحانَ من حَـدَّ للجَـفْـنِ سيفا
شقِيتُ لِـحَدَّ الضياعِ بِعَينَيْكِ
حتى رَأَيْتُ أماميَ خَلفا
تَوحَّـمَ فيكِ قَصيدي بطِفْلٍ
لينطِقَ في المهدِ: عَيْناكِ كَيْفَ
فلم يُبْـقِ عَهْـدُ النبوَّاتِ إلاَّكِ
مُعْجِـزَةً تُبْـدِلُ الشَّـتْـوَ صيفا
دَمَىٰ يا دِمشقيَّةَ “الخَـالِ” ألفٌ
بِـهِ وبِخَـدَّيْـكِ أدْمَيْتِ ألفا
تَـمُـرِّينَ “بالغوطةِ” الصُّبحَ تُمْسِي
كَسَتْها مئاتُ العناقيدِ صِنفا
لِعَينَيكِ سِــرٌّ وَلَيْسَ بِـسِــرٍّ
فسبحانَ من ذاعَ سِــرّاً و أخفىٰ
هُمـا وطـنٌ قد نُفِيـتُ إليهِ
فكيفَ اجتمعتِ بلادي ومنفى
سَـلامٌ هُما حينَ تَهْـوِى البراميلُ
منْ ذَا يراكِ وما قَلَّ عُنفا
بِـنُـورِهِـمَا نَـارُ بَـرْداً سَلاماً
كأحضانِ أُمٍّ وعَيْنَـاكِ أدفىٰ
لِكلِّ -بعينيكِ داءٍ دواءٌ
فكيف بِطِبِّكِ للكلِّ مشفى
هما آيةٌ من بهِنَّ استخفَّ
لَقَىٰ كَثَمودٍ بِـوَادِيـهِ خَسْفا
ولَولا القوانينُ في الأَرْضِ سُـنَّـتْ
لَسُنَّتْ لِعينَيكِ في الناسِ عُـرْفَا
تطهَّرْتُ في ماءِ عينيكِ هَلاّ
تُقِرِّينَ عيني رضىً مِنْكِ زُلْفا
هُما زَورَقا لاجئينَ استغاثا
لا غوثَ في ذَا بِذاكَ وَ لَهفا
هما تَمْــرُ “ريفِ دِمَشْقَ” استطابَ
فَصَارَ نِسَاءُ الأراضينَ سَعفا
يتوه بعينيك حتى “جُـوبِيتَـرْ”
مُصَـلٍّ إلى “الأُمَـويِّ” تَقَفَّىٰ
إذا ما تَوَضَّأْتِ فالناسُ ماءَكِ
من “باب توما” لِـ”كيسانِ” صَفَّا
عيونكِ تَسْقِي هنا “النيـلَ” نِصفاً
وتسقي “بِبُـردةَ” في الشامِ نصفاً
…………………
شعر: شريف العاقل