المملكة المتحدة تدخل “عصر الإلحاد”
كشفت دراسة حديثة عن تزايد أعداد الملحدين لأول مرة تاريخ المملكة المتحدة
إيمان عبدالنبي
كشفت دراسة حديثة أن المملكة المتحدة دخلت مرحلة جديدة تُعرف بـ “عصر الإلحاد”، حيث أصبح عدد الملحدين أكبر من عدد المؤمنين بوجود إله، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد. ويعتقد العلماء أن هناك أسبابًا رئيسية وراء هذا التحول.
الملل من الممارسات الروحية عامل رئيسي في تراجع التدين
بحسب باحثين من جامعة فيينا، فإن العديد من الأشخاص يجدون الممارسات الروحانية مملة، مما يدفعهم إلى الابتعاد عن الدين. أجرت الدراسة استطلاعًا شمل 1267 شخصًا بالغًا حول تجاربهم مع خمس ممارسات روحية شائعة، وكشفت النتائج أن الشعور بالملل أثناء هذه الممارسات قد يقلل من تأثيرها الإيجابي.
كيف يؤثر الملل على التجربة الروحية؟
يقول الدكتور توماس جوتز، المؤلف الأول للدراسة، إن الملل في السياقات الروحية يمكن أن يكون عقبة خطيرة، تقلل من القوة التحويلية لهذه الممارسات. وأضاف أن الدراسات السابقة أظهرت أن الملل قد يؤدي إلى السمنة، والسلوك المدمر للذات، والعجز الجنسي، وحتى الوفاة المبكرة. ومع ذلك، فإن تأثير الملل في السياقات الروحية لم يتم بحثه بشكل كافٍ حتى الآن.
أكثر الممارسات الروحية إثارة للملل.. وأقلها مللًا
كشفت الدراسة أن الحج كان الأقل مللًا بين الممارسات الروحية الخمس التي تم تقييمها، بينما تم تصنيف الخطب الكاثوليكية على أنها الأكثر مللًا. وقد أشار المشاركون إلى أن سبب الملل يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
- الإفراط في التحدي أو عدم وجود تحدٍ كافٍ أثناء الممارسة.
- عدم الشعور بأهمية الممارسة الشخصية بالنسبة لهم.
- عدم الارتباط بالمحتوى الديني أو الروحي الذي يتم تقديمه.

لماذا لا يزال بعض الأشخاص يحضرون الخدمات الكنسية رغم الملل؟
على الرغم من أن الخطب الكاثوليكية صُنّفت بأنها الأكثر مللًا، فإن ذلك لا يمنع الناس من حضور الكنائس لأسباب أخرى، مثل الاستمتاع بغناء الترانيم أو الأجواء الهادئة خلال القداس. ووفقًا للباحثين، فإن بعض الحاضرين قد يتحملون الملل من العظة للاستمتاع بجوانب أخرى من الطقوس الدينية.
الباحثون يدعون إلى تطوير طرق جديدة لجذب الناس للممارسات الروحية
بناءً على النتائج، أوصى العلماء المعلمين الروحيين بإيجاد طرق جديدة لجعل الممارسات الدينية أكثر إثارة وذات مغزى بالنسبة للناس. وأكد الدكتور جوتز على أهمية تكييف الطقوس الروحية بحيث تتناسب مع اهتمامات المشاركين، وتعزيز شعورهم بأهمية هذه الممارسات.
الإلحاد يصبح أكثر انتشارًا من أي وقت مضى
لطالما كان الإلحاد جزءًا من الثقافة الغربية، وقد تجلى ذلك في أفكار كارل ماركس، وجورج إليوت، وريكي جيرفيس، لكنه لم يكن في السابق يتجاوز عدد المؤمنين. أما الآن، ولأول مرة في تاريخ المملكة المتحدة، يفوق عدد الملحدين عدد المؤمنين بوجود إله، مما يشير إلى تغيير جوهري في القيم والمعتقدات الدينية في المجتمع البريطاني.
