ثقافة و فنمصر اليوم

للغرامِ طبولُ 

  وجهٌ يبوحُ لمقلتي و يجولُ

فكأنَّ زهراً في الخدودِ يقولُ

لم يبقَ نبضٌ في ضلوعِ حفاوتي

فالأبجديّةُ في الغرامِ تزولُ

كم تعبثُ الأوقاتُ حينَ لقائنا

فالليل بين العاشقينَ طويلُ

إنْ كُنْتُ أصعدُ للسماءِ بعينِها

فالنارُ تضرِمُ بيننا و تَحُولُ

لا يكرهُ المشتاقُ بين شرودهِ

إلا كسوفاً و البدورُ أُفولُ

و الطبُّ يعجزُ أن يداوي عاشقاً

قد طاله سهمٌ و فيهِ رسولُ

إن كان إكسيرُ الحبيبةِ بسمةٌ

فالأسْرُ في هذا الغرام سبيلُ 

يا كلَّ كُلّي يا انفطارَ مشاعري

قلبي عليلٌ و العذابُ هَطولُ

قد أهرقَ الشوقُ الرهيبُ مدامعي

حتى تراءت للسهادِ حقولُ

مازلتُ أعزف من ربابةِ صاحبي

فأجولُ تحتَ خميلةٍ و أجولُ

ثم استفقتُ على نداءٍ خاطفٍ

فالهاتفُ المحمولُ فيه ذهولُ

قد تسرقُ الأرقامُ بعضَ هدوئنا

وكأنَّ ورداً راحَ منهُ ذُبولُ

هو صوتُ حُبٍّ قدْ تدلّلَ مثلما

يترقرقُ العصفورُ و هو خجولُ

هي حين ترشفُ لهفتي فكأنّها

تختالُ بين جوانحي و تميلُ

كيف استعدْتُ ملامحي من وجهها

فالقربُ فجرٌ و الفِراقُ نحولُ

لم أدرِ أني قد سقطتُ صريعَها

أو أن بين الضائعين عقولُ

قد ذُقْتُ من فِيها جمالَ حماقتي

حتى تعانقَ بالربيعِ فصولُ

فجنونُها موجٌ أضاع سفينتي

حربٌ تدورُ و للغرامِ طبولُ

إن عشتُ يوماً بعدَ خطفِ حبيبتي

سيكونُ من أسرَ الجمالَ قتيلُ 

……………………..

شعر الدكتور:  محمد عباس الطاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى