“لَا تَكْسِروا الأَقْلامَ” شعر/ محمد عبد ربه طه
"لَا تَكْسِروا الأَقْلامَ" شعر باللغة العربية

شعر/ محمد عبد ربه طه
“لَا تَكْسِروا الأَقْلامَ”
مِنْ عُمْقِ روحي قَدْ أَتاكَ لِتَسْمَعَهْ
يا قارِئَ الأَحْلامِ صَمْتُكَ رَوْعَهْ
….
ضاقَتْ بِنا الأَوْطانُ وَالأَفْكارُ قَدْ
ماتَتْ عَلى شَفَةِ الضَّلالِ وَزَوْبَعَهْ
….
أَتَكَسَّرَتْ مِرْآةُ وَجْهِكَ في الدُّجى
أَمْ أَنَّها الأَحْلامُ باتَتْ مُوجِعَهْ؟
….
ما سِرُّ هَذا الحُزْنِ يَحْمِلُ أُمَّةً
تَبْكي وَتَسْأَلُ مَنْ لِمَجْدٍ ضَيَّعَهْ
….
قِفْ يا زَمانَ الزَّيْفِ لَسْتَ مُخادِعًا
إِلاّ الَّذي في غَفْلَةٍ قَدْ وَدَّعَهْ
….

في الصِّدْقِ أَدْرَكْتُ الحَقيقَةَ كُلَّها
فَالزَّيْفُ وَجْهٌ لِلدَّعِيِّ الإِمَّعَهْ
….
مَنْ عاشَ في الدُّنْيا بِقَلْبٍ خائِفٍ
لا شَكَّ يَوْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْبَعَهْ
….
مَنْ ذا يُنادي وَالمَنابِرُ أُغْلِقَتْ
وَالصَّوْتُ مَخْنوقٌ وَراءَ الأَقْنِعَهْ
….
أَيْنَ الرِّجالُ حَقيقَةً في عَصْرِنا
خُرْسٌ ولا صَوْتًا لَهُمْ كَي أَسْمَعَهْ؟
….
قَدْ صارَتِ الكَلِماتُ سَيْفًا بارِدًا
في قَبْضَةِ المَشْلولِ أنَّى يَرْفَعَهْ
….
في القَهْرِ تُولَدُ ثَوْرَةٌ وَتَضيعُ في
صَدْرِ الَّذي قَدْ خانَ يَوْمًا مَرْجِعَهْ
….
لا وَهْمَ يُنْقِذُ فاسْتَعِدْ لَكَ يَقْظَةً
بَيْنَ الحُروفِ لَعَلَّها أَنْ تَنْفَعَهْ
….
وَاقْرَأْ كِتابَ العُمْرِ وَاعْلَمْ كُنْهَهُ
وَانْظُرْ لِأَعْماقِ النُّفوسِ المُوجَعَهْ
….
وَاصْدُقْ فَإِنَّ الصِّدْقَ يُنْبِتُ حِكْمَةً
وَيُضيءُ فَجْرًا في العُقولِ لِيَزْرَعَهْ
….
مِنْ ضِفَّةِ الإِنْسانِ يَصْرُخُ خافِقي
نَحْوَ الَّذي سارَ الطَّريقَ فَأَرْجِعَهْ
….
لا تَكْسِروا الأَقْلامَ إِنَّ صَريفَها
روحُ الشُّعوبِ وَصَرْخَةٌ مُسْتَجْمَعَهْ
….
هُبّوا لِكَيْ يَنْداحَ لَيْلٌ وَابْدَؤوا
لِغَدٍ رُجوعٍ وَامْنَحوا فَجْرًا مَعَهْ
….
يا جيلَ آتٍ لا تَقِفْ مُتَخاذِلًا
إِنَّ الغَدَ الآتي لِمَنْ لا يَجْزَعَه
….
خُذْ مِنْ تُراثِ الأَمْسِ نورًا هادِيًا
وَاتْرُكْ ظَلامَ الجَهْلِ خَلْفَكَ، وَدِّعَهْ
….
وَاكْتُبْ عَلى لَوْحِ الحَياةِ قَصيدَةً
عَنْ أُمَّةٍ نَحْوَ الذُّرى مُتَطَلِّعَهْ
….
وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّيْلَ مَهْما طالَ لَنْ
يَمْحو ضِياءً في النُّفوسِ وَيَمْنَعَهْ
