تحقيقات وتقاريرثقافة و فن
متى ظهرت اللغات وكيف نشأت

سناء النني
نشأة اللغات موضوع مثير للجدل بين علماء اللغة، وهو مجال بحث يجمع بين علم اللغويات، والأنثروبولوجيا ( وهو علم دراسة الإنسان اجتماعياً وثقافياً ) ، وعلم الأعصاب. هناك عدة نظريات حول كيفية نشأة اللغات، ومن أبرزها:
1. النظرية الإلهامية أو الإلهية
تفترض أن اللغة هبة إلهية مُنحت للإنسان منذ البداية، وهي نظرية قديمة وجدت في العديد من الأديان.
2. نظرية الأصوات الطبيعية
تقترح أن اللغة نشأت من محاكاة البشر للأصوات الطبيعية، مثل أصوات الحيوانات والرياح والمياه، ثم تطورت إلى كلمات ذات معانٍ أوسع.
3. نظرية التعبير العاطفي
ترى أن اللغة بدأت من تعبيرات طبيعية عن المشاعر، مثل الألم أو الفرح أو الغضب، والتي تطورت لاحقًا إلى أنظمة صوتية أكثر تعقيدًا.
4. نظرية العمل الجماعي
تفترض أن اللغة نشأت من الأصوات التي استخدمها البشر أثناء العمل الجماعي، مثل رفع الأحمال أو التنسيق في الصيد، ثم تحولت إلى كلمات ذات معنى.
5. نظرية الإيماءات والإشارات
تعتقد أن اللغة بدأت كلغة جسدية وإيمائية قبل أن تتطور إلى لغة صوتية، حيث كان البشر الأوائل يعتمدون على الإشارات للتواصل.
6. النظرية التطورية
تستند إلى علم الأحياء والأنثروبولوجيا، وتفترض أن اللغة تطورت تدريجيًا نتيجة لنمو الدماغ البشري وزيادة الحاجة إلى التواصل الاجتماعي.
7. نظرية القواعد الناشئة
طرحها بعض اللغويين مثل نعوم تشومسكي، وتفترض أن الدماغ البشري يمتلك قدرة فطرية على تطوير اللغة مع قواعد منظمة.
8ـ . نظرية الاستمرارية
يرى بعض العلماء أن اللغة تطورت تدريجيًا عبر ملايين السنين (الاستمرارية)، حيث بدأت بأشكال بدائية من التواصل، مثل الإيماءات والأصوات البسيطة، ثم تطورت إلى أنظمة معقدة.
9. نظرية اللغة كامتداد للقدرات المعرفية
يرى بعض علماء النفس واللغويات أن اللغة لم تظهر بشكل مستقل، بل كانت امتدادًا لقدرات معرفية أخرى، مثل الذاكرة، وحل المشكلات، والتفكير الرمزي.
10. دور الموسيقى في نشأة اللغة
هناك فرضية تقول إن اللغة تطورت من أصوات موسيقية أو نغمات تعبيرية استخدمها البشر الأوائل لجذب الانتباه أو للتواصل العاطفي، ثم تحولت لاحقًا إلى كلمات وجمل.
حتى اليوم، لا يوجد إجماع علمي على نظرية واحدة، لكن الدراسات في علم اللغة التطوري وعلم الأعصاب تقدم أدلة على أن اللغة ظهرت نتيجة لتفاعل العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية عبر آلاف السنين.
في النهاية، لا تزال أصول اللغة لغزًا لم يُحسم بالكامل، لكن الأدلة من علم الأعصاب، وعلم الحفريات، ودراسات التطور اللغوي، تساعد في تقديم صورة أوضح عن كيفية نشأتها وتطورها.
