أفق الغياب
وقفت تنزع كل الأجهزة من جسدي، تغلق الأنوار فوق رأسي وهي تحدق بلـوم وألم، عيناها مليئة بحديثٍ عن كل تفصيلةٍ في حياتي، وكلّ قرار أخذته فأذيتها دون وعي، ورغم صمتها المعلن أسمعها!
فصوتها في أذني يردد:
– لن أسامحك.
أردت فتح عيني لأخبرها أن تسامحني، تعطيني فرصةً أخرى، لكن كأنّها النهاية وقد فات الأوان، ما عدتُ أملكُ في نفسي شيئًا، جاثية لا أقدر إلا على السمع فقط، أسمعُ اتهاماتها ولومها ووعيدها، صوتها يزداد حدةً وشراسة وهي تطوف حولي كالزئبق، تذكرني بأشياء نسيتها، تفتح كل جروح الماضي، تريني كل خطاياي بلا استثناءات، لم تنسَ لحظةً واحدة، أرغبُ بالقفز والصراخ بأنّي بريئة وكل هذه الأشياء حدثت عن جهل مني؛ فلم أقصد أبدًا إيذاءك..
لحظاتٌ وبدأ يهدأ الصوت رويدًا رويدًا، بينما أشعر ببرودة بالغة، إذ بها تنظر لي النظرة الأخيرة فأستطيع دفعها داخلي مرة أخرى لتكون هذه اللحظة التي استطعت فيها التحرر من قبضة الجاثوم.
قصة / إسراء حموده