عربي ودولي

اللغة عاجزة عن وصف الأهوال في غزة

اللغة عاجزة عن وصف الأهوال في غزة

نورهان عيد 

تقف اللغة عاجزة عن وصف الأهوال التي يعيشها سكان غزة منذ نحو عامين، إذ أن سهام إسرائيل تختطفهم من كل جانب، فهي تُعمِل فيهم قتلاً بأطنان القنابل يومياً، وتدفع الملايين إلى الهجرة، وتدمر كل معالم الحضارة والتاريخ، ولا تبقي حجراً على حجر، أمام أنظار العالم أجمع، الذي يقف مشدوهاً عاجزاً في ظل محرقة قتلت عشرات الآلاف، وشرّدت مئات الآلاف، وشوهت حياة مجتمع بأكمله.

الدمار في غزة
الدمار في غزة

لا أهداف عسكرية لإسرائيل في غزة، فالقطاع ليس به جيش مدجج بأعتى صنوف السلاح، حتى يقال إن ثمة معركة عسكرية كبرى، إذ أن تل أبيب بحكومتها الأشد تطرفاً تاريخياً، تقتل الناس هواية، ولأجل الإبادة فقط، فهي معنية باقتلاع الفلسطينيين، عبر الحكم عليهم بالموت تحت القنابل أو الجوع والحصار، بل حتى الهجرة التي يُطالب بها أهل غزة الآن، غير متوفرة لهم، أي لا سبيل أمام سكان القطاع المنهك سوى الموت فقط، لأن إسرائيل قررت أن “الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت”.

ضحايا العدوان في غزة
ضحايا العدوان في غزة

غزة أمام مصير بائس في ظل مجتمع دولي أشد بؤساً، إذ يرى هذه المقتلة ولا يحرك ساكناً على الصعيد الرسمي، بل أن نتانياهو وعصابته المدعومين إلى مديات بعيدة من حكومات غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالسلاح والمال، والغطاء السياسي، يرون في ذلك مظلة لهم لإنهاء القطاع تمهيداً لتحويله إلى مشروع عقاري، كما قال ذلك وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بأنه يُمثّل”ثروة عقارية هائلة”.

حرب التجويع في غزة
حرب التجويع في غزة

إسرائيل لها غايات تتجاوز غزة أيضاً، فهي تسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة بأكملها، إذ ترى أنها أمام فرصة تاريخية لتحقيق أحلام “إسرائيل الكبرى”، فتقصف جنوباً وتعتدي شمالاً غير آبهة بقانون دولي، حيث ترى نفسها محاطة بالأعداء ولابد من إخضاع الجميع، فعنصر الشك وعدم الثقة هو ما يحكم سياساتها وقراراتها على الصعيدين العربي والإسلامي، بل أنها باتت تنظر إلى الكثير من الدول الأوروبية بريبة على خلفية انتقاد إجرامها المهول في غزة.

لن يتغير الوضع في غزة، أو التغول في المنطقة سوى بتكاتف الجميع، ووضع خطط فاعلة تبحث في كيفية ردع إسرائيل عن إهانة المنطقة وإنهاء القضية الفلسطينية كما تطمح، إذ إن تدمير غزة وقتل وتهجير سكانها يُمثّل مقدمة لإنهاء الصراع لمصلحة إسرائيل، في ظل حرب شعواء على الضفة وبناء استيطاني لا ينتهي.

المرحلة الحالية التي تمرّ بها القضية الفلسطينية والمنطقة العربية هي الأخطر على مدى سنين الصراع، فإذا لم يتم تشكيل جبهة صد بالضغط على أمريكا، لضبط إسرائيل فإن المنطقة كلها ستكون على صفيح ساخن، ولن تنعم بالاستقرار أبداً في ظل أوهام المتطرفين الطامحين لابتلاع الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى