عربي ودولي

تفاصيل لعبة ترامب مع إيران عبر غزة

تفاصيل لعبة ترامب مع إيران عبر غزة

ماهر حسن

تعتبر لعبة ترامب مع إيران عبر غزة والتهديدات، لطالما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران مضطربة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

فسلسلة من التوترات والتهديدات، مع محاولات صغيرة للتهدئة، عادة ما تؤدي إلى توترات جديدة. كل هذا حتى فجر عهد ترامب الثاني.

قرر الرئيس الأميركي التعامل مع العلاقات مع إيران بالطريقة الاسكتلندية، وهو الأمر الذي اعتاد عليه في العديد من القضايا.

وبدلاً من المسافة، اختار ترامب إرسال رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، حيث حدد، من بين أمور أخرى، مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني.

في البداية يقترح نتنياهو إجراء محادثات بشأن البرنامج النووي، ثم يتحول بعد ذلك إلى أسلوب التهديد غير المباشر ولكن الواضح، عندما يعلن أن هناك طريقتين للتعامل مع إيران: الخيار العسكري أو اتفاق “يمنع طهران من الحصول على الأسلحة النووية”.

ورد خامنئي، كما كان متوقعا، بأن طهران لن تستسلم لـ”المطالب والتهديدات المفرطة” وتذهب إلى المفاوضات.

غزة كوسيلة للرسائل

لكن الرئيس الأميركي لا يكتفي بالرسائل فقط. بعد انهيار وقف إطلاق النار في غزة، وبموافقة كاملة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يستخدم العمليات العسكرية والقصف “إشارة” إلى طهران.

 

كما قررت أن تصبح أكثر مشاركة في التطورات في المنطقة، واتخذت إجراءات عسكرية ضد المتمردين الحوثيين.

وتجد إيران نفسها في موقف ضعيف، مقارنة بالماضي، وخاصة في علاقتها بحلفائها. لقد تعرضت القوة العملياتية لحماس لضربة قوية مع تدمير غزة تقريباً، وأصبح حزب الله يعتبر شيئاً من الماضي، في حين أن سقوط نظام الأسد يخلق وضعاً غير مواتٍ آخر للإيرانيين في المنطقة.

ترامب-نتنياهو وهدف مشترك

بالنسبة للثنائي ترامب-نتنياهو، فإن المرحلة الجديدة من الحرب في الشرق الأوسط هي وضع مربح للجانبين، حسب قولهما. يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحرب، وهي الحرب التي يعتبرها منتقدوه ضرورية لبقائه السياسي، ومن ناحية أخرى، يرسل دونالد ترامب بهذه الطريقة أنه لن يتردد في الرد بطريقة قاسية مماثلة إذا رفضت إيران الجلوس إلى الطاولة معه، متخذاً دور الجانب الضعيف منذ البداية.

اللعب بالنار

وسيصر الرئيس الأميركي على اتخاذ موقف صارم ضد إيران، وإرسال رسائل عبر غزة وحليف نتنياهو. خامنئي حذر الأميركيين بـ”صفعة شديدة”، لكنهم يعلمون أن الكلام سهل وكل شيء يقاس بالأفعال.

فضلاً عن ذلك، فإن الرد الذي اختارته إيران عندما تعرضت للضربة الإسرائيلية كان “معقولاً”، وذلك على وجه التحديد من أجل عدم تصعيد التوتر. ولكن من غير المعروف أين تتوقف الكلمات وتبدأ الحقيقة، ولكن ما هو مؤكد ومثبت بالتاريخ هو أن هناك لعبة واحدة فقط في المنطقة: لعبة النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى