ثقافة و فن

يا من سكبت الشوق في أفلاكنا

يا من سكبت الشوق في أفلاكنا
وسقيتني من لهفة رؤياك

قد كنت أقرأ من حنينك آية
تتلى دموعك في حنين غناك

ما كان قلبي في الهوى متجافيا
لكنه وجل من الأشواك

قد خفت أن أضني فؤادك لو بدا
مني جفاء أو غموض حراك

لكنني والله ما أخفي الهوى
قلبي على عهد المحبة باك

كم قلت للدنيا بأنك موطني
وأنني أنمو على ذكراك

وكتبت حبك في دمي أنشودة
وأريته الأحباب سر هواك

إني أراك ولو غيابك قاهري
كالبدر في عيني رغم هلاك

يا من غزلت الحزن من أنفاسنا
وجعلته وردا على مغناك

أترى نسيتك كيف والقلب الذي
سكنته لم يعرف سواك سواك

لو كان في بعدي جراح فزدني
أحيا بوجدي لا أريد دواك

إني أحبك والسكوت خيانتي
فاسمع فؤادي كم يذوب رضاك

يا من وهبت العمر طيفك نجمة
تبكي الليالي إن غفا مراك

ما زلت أرجوك التؤدة في خطوك
فلعل صبر القلب يحيا هواك

أو ربما نلقى هناك لقاءنا
في الحلم في الفردوس في أفلاك

ومضيت نحو الحلم أركض خافقي
يبكي كطفل ضاع في مغناك

أبحث عنك بكل جرح نازف
يمضي إليك بعبرة تهواك

فإذا الطريق إليك ورد ناضر
وإذا الزمان تنفس الأفلاك

وإذا الظلام يذوب بين خطاي
والصبح يسجد حين لاقى ضياك

ورأيت وجهك والسما مفتوحة
تهدي القلوب النور من رؤياك

وغمرتني عطرا من الأنفاس
يسري كنهر طافح بسناك

لم أدر هل أنا الحبيب حقيقة
أم أنني في النوم ألقى هواك

لكنني وجدت كفك ضاحكا
يمتد نحوي مثل نور شفاك

وشربت من عينيك وعدا ناعما
ألا أذوق البعد بعد لقاك

فجلست بين يديك مثل مسافر
قد عاد يحمل دمعه بيداك

وبكيت من فرحي ومن وجدي الذي
ذاب انتظارا في مدى ذكراك

فضممتني ونسيت كل حروفي
وبكيت أنت وقلت لي أهواك

فبكيت أنت وقلت لي أهواك
يا من رجوت العمر من لقياك

يا من حملت الهم وحدك زمنا
وهويت في ليل الهوى لولاك

أنا كنت أعلم أننا سنلتقي
حتى وإن باعدتني خطاك

فالروح تعرف دربها يا عاشقي
وتعود إن أبعدتها دنياك

اليوم عادت واستراحت بعدنا
وغدت تطيب على يد من شاك

فاحبب كما شئت الحياة جميلة
ما دام فيها نبض من يهواك

يا فرحتي لما التقينا خلسة
من بين آهات الزمان سواك

يا دمعتي لما جففتك راحتي
واستيقظت من الموت في عيناك

يا دفء روحي يا وساد سكينتي
يا من بنيت الحلم من مأواك

قد عدت بيتي حين ضمك حضني
ورأيت وجهي يسكن في وجناك

ما عاد لي وطن سواك فإنني
أحيا على نبض يفيض شذاك

أعددت كفك مهد صدري مرة
ورسمت بيت العمر من خطاك

فمضت بنا الأيام تضحك بعدما
كانت تبكي خائفة من جفاك

نجلس معا والشاي يحلم بيننا
والدفء يرسم وردة برضاك

ونقول هذا العمر ما أجمله
ما دام يجمعنا على هدواك

وننام والأحلام تطرق بابنا
ويطيب ليل البوح في نجواك

أذكر حديثك في المساء كأنني
أسمع دعاء الطير في مغناك

تمشي إلي وتستفيق خطوتي
ويطير قلبي كلما حياك

ونعود نضحك من بكاء الأمس
كم ضاع في ليل ولم ينساك

ونعد أحلام الطفولة بيننا
ونقول يا ليت الزمان رواك

ونخبئ الدمع القديم بحضننا
ونذوب حين يمر طيف لقاك

ونقول يا رباه زدنا نعمة
أن لا يغيب العمر عن سناك

شعر/حامد بكري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى