ماهر حسن
دعا الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الأربعاء، الدول الآسيوية إلى البقاء متحدة ضد المواجهة الجيوسياسية والأحادية والحمائية الاقتصادية، في وقت يتصاعد فيه التوتر مع الولايات المتحدة.
يقوم شي بجولة في ثلاث دول في جنوب شرق آسيا – فيتنام وماليزيا وكمبوديا – في محاولة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية للصين مع الدول المجاورة في الوقت الذي تتعرض فيه العلاقات بين بكين وواشنطن لاختبار بسبب حرب تجارية طويلة الأمد.
ومن ماليزيا، المحطة الثانية في الجولة، أكد الرئيس الصيني على ضرورة التعاون والوحدة الإقليمية.
وقال شي خلال حدث مشترك مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم: “في مواجهة الاضطرابات في النظام الدولي والعولمة، ستقف بلدينا متحدتين مع الدول الأخرى في المنطقة لمواجهة التيارات الخفية للمواجهة الجيوسياسية ومقاومة الأحادية والحمائية وحماية آفاق التنمية الواعدة في بيتنا الآسيوي المشترك”.
وقد استقبل ملك ماليزيا شي جين بينغ في قصر استانا، ثم أجرى محادثات ثنائية مع أنور إبراهيم. ووقع الجانبان 31 اتفاقية تغطي قطاعات مثل التجارة والتقنيات الناشئة والسياحة والنقل بالسكك الحديدية والزراعة، بهدف تعميق التعاون الثنائي بشكل أكبر.
وفي إشارة غير مباشرة إلى الولايات المتحدة، تجنب شي تسميتها، لكن تعليقاته جاءت في أعقاب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية صارمة كجزء من سياسته “أميركا أولا”. وقد تسببت هذه الرسوم الجمركية، التي تصل إلى 145% على المنتجات الصينية، في اضطرابات شديدة في الأسواق العالمية. وردت الصين بفرض رسوم جمركية تصل إلى 125% على المنتجات الأميركية المستوردة.
ولا تقتصر عواقب الحرب التجارية على القوتين العظميين فحسب. من المتوقع أن تتأثر الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بما في ذلك فيتنام وماليزيا وكمبوديا، بشدة بفرض الرسوم الجمركية الأمريكية، على الرغم من تعليقها المؤقت لمدة 90 يومًا من قبل واشنطن. وبحسب التوقعات، قد تفرض على فيتنام رسوم جمركية بنسبة 46%، وكمبوديا 49%، وماليزيا 24%.
وأشار رئيس الوزراء الماليزي إلى أن الصين تظل الشريك التجاري الأهم لبلاده منذ عام 2009، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 110 مليارات دولار أمريكي في عام 2024. ووصف الصين بأنها “حليف معقول وقوي وموثوق به” في فترة من عدم الاستقرار الجيوسياسي.
وفي تصريحاته، أكد أنور: “في وقت تتعرض فيه التعددية لضغوط هائلة، وفي حين تتخلى بعض الدول عن مبدأ المسؤولية الجماعية وتشكك دول أخرى في الالتزامات طويلة الأمد، فإن مبادرات الصين تقدم أملاً جديداً”.
ودعا الرئيس الصيني أيضا دول الآسيان إلى مقاومة ممارسات قطع الاتصال وانقطاع سلسلة التوريد و”التعريفات الجمركية المفرطة” بشكل مشترك، مسلطا الضوء على الحاجة إلى مزيد من الاتصال والتعاون المفتوح.
وأكد شي على أهمية مواصلة التعاون الاستراتيجي بين الصين وماليزيا في إطار مبادرة الحزام والطريق، مع التركيز على البنية التحتية للنقل والمجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن بكين تدرس إمكانية ربط خط سكة حديد الساحل الشرقي الماليزي، والذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار. بالدولار الأمريكي، مع مشاريع مماثلة في لاوس وتايلاند، بهدف توسيع نطاق مبادرة الحزام والطريق في جنوب شرق آسيا.
وأخيرا، قال شي إن الصين مستعدة لتعزيز وارداتها من المنتجات الزراعية عالية الجودة من ماليزيا، الأمر الذي يرسل رسالة مفادها تعزيز الترابط الاقتصادي وسط حالة عدم اليقين في التجارة الدولية.