اقتصاد وطاقة

هل يصل الذهب إلى 6,600 دولار للأونصة؟

ماهر حسن

قد يبدو الرقم صادمًا، لكنه ليس خيالًا محضًا إذا نظرنا إلى التاريخ، محاولة تسعير “عادل” للذهب أشبه بمحاولة تثبيت الغيوم، لكن التاريخ يعلّمنا كيف تتصرف الأسواق حين يسيطر الخوف.

في أعقاب الأزمة المالية العالمية (2008)، لم يتحرك الذهب مباشرة… لكنه انفجر لاحقًا بنسبة 150% خلال عامين فقط، بين 2009 و2011، مدفوعًا بشراء مؤسساتي وطلب استهلاكي هائل.

نشهد اليوم مشهدًا مشابهًا وربما أكثر تقلبًا:
• فوز ترمب في انتخابات 2024 أعاد الشكوك حول استقلال الفيدرالي
• الأسواق تسعّر احتمال خفض الفائدة إلى 1%
• الدولار يفقد زخمه ومؤشره DXY ينزلق إلى ما دون 98
• والصراع بين الأسواق والسياسة النقدية يحتدم على كل الجبهات.

إذا اعتبرنا أن الذهب بدأ موجته الصاعدة الحالية من $2,659 (سعره وقت إعلان فوز ترمب تقريبًا)، فإن تكرار سيناريو ما بعد أزمة 2008 سيعني قفزة بنسبة 150% مجددًا – أي وصوله إلى $6,600.

هذا ليس مجرد توقع عاطفي، بل مبني على:
• أنماط تاريخية موثقة
• بيئة مشبعة بالخوف واللايقين
• تحوّل رؤوس الأموال من الأصول الورقية إلى الأصول الحقيقية
• ضعف الدولار، وتآكل الثقة بالسياسات النقدية التقليدية

في ظل الظروف الحالية، الذهب لم يعد مجرد “ملاذ آمن”، بل قد يكون أداة هجومية ضد نظام مالي يفقد توازنه.
هل تكون الجولة القادمة هي الأعنف في تاريخ المعدن الأصفر؟

ربما لا يستطيع أحد تحديد السقف، لكن التاريخ يقف في صف الذهب… لا العملات الورقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى