ماهر حسن
تدرس الحكومة الأميركية رفع العقوبات المفروضة على خط أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم 2” وربما على أصول روسية أخرى في أوروبا، كجزء من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وبحسب موقع بوليتيكو، فإن رفع العقوبات الحالية المفروضة على أحد خطوط الأنابيب الرئيسية التي تربط حقول الغاز الطبيعي الروسية بأوروبا الغربية سيكون بمثابة تحول حاد في السياسة الأميركية التي تم تنفيذها لأول مرة خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأولى.
إن إعادة تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 2 قد يوفر مكاسب غير متوقعة لموسكو، ولكن فقط إذا وافق الاتحاد الأوروبي على شراء الغاز الروسي عبر خط الأنابيب مرة أخرى، وهو الاحتمال الذي يبدو الآن غير مرجح في ضوء مساعي الاتحاد الأوروبي لفطام نفسه عن واردات الطاقة من روسيا.
ولكن على أية حال، فإن رفع العقوبات من شأنه أن يشكل انتصارا دبلوماسيا لروسيا وتنازلا كبيرا من جانب ترامب.
وكما قالت مصادر مطلعة على المحادثات لموقع بوليتيكو، فإن المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف هو المدافع الرئيسي عن رفع العقوبات وطلب بالفعل من موظفيه تجميع قائمة بكل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا في مجال الطاقة.
من ناحية أخرى، من بين المسؤولين المعارضين للفكرة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ووزير الداخلية دوغ بورغوم، الذي يرأس أيضاً مجلس سيادة الطاقة في البيت الأبيض. ويعتقد البعض في الحكومة الأميركية أن موسكو خدعت ويتكوف بشأن مدى الفرصة الاقتصادية المتاحة للولايات المتحدة لاستعادة العلاقات التجارية مع روسيا.
لكن في بيان مشترك، نفى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وفيتكوف وجود أي مناقشات بشأن تخفيف العقوبات. “هذا غير صحيح.” وجاء في البيان “لم يجر أي منا أي مناقشات بشأن رفع العقوبات عن روسيا كجزء من اتفاق السلام مع أوكرانيا”.
ماذا يعني تفعيل “نورد ستريم 2″؟
وقال لورنت روسيسكاس المدير التنفيذي لشركة تحليل السوق ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس إنه إذا سُمح لروسيا باستئناف شحنات الغاز الطبيعي عبر نورد ستريم 2 أو أركتيك 2 للغاز الطبيعي المسال، فسوف تنخفض أسعار الغاز الطبيعي العالمية، وهذا من شأنه أن يضع مصدري الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة في منافسة مباشرة مع روسيا.
لقد حققت صناعة الغاز الطبيعي الأميركية تقدماً كبيراً في أوروبا مع ابتعاد ألمانيا ودول أخرى عن روسيا كمورد للطاقة بعد غزوها لأوكرانيا. لكن شركات النفط والغاز اليوم تعطلت بسبب الحرب التجارية التي شنتها الحكومة الأميركية، وبشكل أعم، بسبب السياسة التجارية الغامضة التي ينتهجها البيت الأبيض، مما دفعها إلى الحد من خططها الاستثمارية والنظر في بدائل أخرى.