ثقافة و فن

أحلامٌ على القَلبِ

أحلامٌ على القَلبِ

فَلي فيكِ أيّامٌ طُوالٌ قَضَيتُها

شَريدًا كَثيرَ الحُزنِ والفَرحِ والفِكرِ

وَلي فيكِ أشواقٌ كَأنّي بِها لَظًى

إذا غِبتِ عَن عَينَيَّ ما غِبتِ عَن فِكري

وَلي فيكِ أحلامٌ على القَلبِ عُلِّقَت

فَإن نمتُ أو نُبِّهتُ في خافِقي تَسري

فَلَمّا تَلاقَينا على حينَ غِرَّةٍ

بَدا في سَوادِ العَينِ ما حاكَ في الصّدرِ

فَرَقَّ الهَوا لَمّا تَكَلَّمَ ثَغرُها

كَأنّي بِهِ الأنسامُ في ساعَةِ الفَجرِ

فَكُنّا غَريبَينِ التَقَينا لِساعَةٍ

وَلَكِنّنا خِلّانِ مِن سالِفِ العَصرِ

فَلَمّا تَكَلَّمنا جَرى الوَقتُ مَسرِعًا

وَما كانَ مِن قَبلِ الكَلامِ بِنا يَجري

كَأنّا غَزالانِ التَقَينا بِرَبوَةٍ

إلى خَيمَةٍ أبَهى وَأندى مِنَ القَصرِ

فَقالَت كَأنَّ الشّعرَ في النّاسِ جَدوَلٌ

صَغيرٌ، وَمِنكَ الشِّعرُ في النّاسِ كالنّهرِ

كَأنّي بِها لَمّا غَدا الحَيُّ مُظلِمًا

فَأبصَرتُ وَجهًا كانَ في الحَيِّ كَالبَدرِ

كَأنّي بِها عُمرٌ وَقَد فاتَ غَفلَةً

كَذا يَغفُلُ الإنسانُ عَن فَوتَةِ العُمرِ

وَقَد يَنقَضي بالمَرءِ عامٌ كَوَمضَةٍ

وَتَمضي بِهِ السّاعاتُ حينًا مِنَ الدَّهرِ

شعر: وسام عمارة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى