نور علي صمد/عدن
بينما تتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدان، تبرز البيئة كأحد أبرز الضحايا الصامتة، وسط تراجع الاهتمام الرسمي والمجتمعي بقضاياها، رغم تأثيرها المباشر على صحة الإنسان وجودة حياته.
وتعاني المدن من تراكم النفايات وغياب أنظمة فعالة لإدارتها، كما تتدهور جودة الهواء والمياه في ظل تفاقم التلوث. وفي المناطق الريفية، تتقلص المساحات الخضراء بفعل القطع الجائر للأشجار، بينما تشهد الأراضي الزراعية تصحرًا متزايدًا نتيجة الإهمال والجفاف.
وفي هذا السياق، تؤكد الكاتبة والناشطة البيئية نور علي صمد أن “البيئة النظيفة ليست رفاهية بل حق إنساني أصيل”، مشيرة إلى أن البيئة ليست مجرد خلفية لحياتنا اليومية، بل هي الأساس الذي يقوم عليه كل شيء من صحة وتعليم واقتصاد وحتى السلام الاجتماعي.
وأضافت صمد أن الواقع البيئي الحالي يعكس تراجعًا خطيرًا في مستوى الوعي العام، مشيرة إلى أن “الغابات تندثر، والتربة تفقد خصوبتها، والمياه تتلوث، والمدن تتحول إلى مكبات مفتوحة، بينما لا تزال السياسات البيئية غائبة أو غير مفعّلة بالشكل الكافي”.
ورغم هذا الواقع المأزوم، رصدت الكاتبة جهودًا مشكورة لبعض المبادرات الشبابية والمجتمعية، التي تعمل على التوعية وتنظيم حملات تشجير وتنظيف في الأحياء والقرى، لكنها شددت على أن “هذه المبادرات تحتاج إلى دعم رسمي وتشريعي حتى تؤتي ثمارها”.
ودعت صمد إلى تفعيل الرقابة البيئية، ووضع سياسات وطنية صارمة، إلى جانب دمج مفاهيم التربية البيئية في المناهج الدراسية منذ المراحل الأولى، لضمان ترسيخ ثقافة بيئية مستدامة في المجتمع.