“حلمٌ بِلا سَعي ، يبقَي حُلمـاً للأبد”

بِـقلَـم / مَريَّم يَاسِـر فوزِي
خُلقنا وفي طبيعتنا حب الأحلام والميل لها ، نحلم بالأفضل دائمـاً ؛ ونتمنى حدوثه ، وعندما نرى من هو أفضل منَّا في جانبٍ مِن جوانب الحياة ، نتمنى أن نكون مثله ، وأن نعيش ما يعيشـه..
وازدادت هذه الظاهرة بشكل خاص مع انفتاح عالم الـ Social media ، هذا العالم الافتراضي الزائف ، ولكنَّ أغلبنا يحب هذا العالم ، بل ويقضي معظم يومـه فيه..
أتعلمون لماذا؟!
لأننا نرى في هذا العالم الكثير من الأشخاص وهم ينشرون أحلامـاً لطالما تمنيناها ، سواءً على الجانب العلمي أو الاجتماعي أو حتى مجرد فكرة الشهرة..
ولهذا فإننا نضيع يومنا ونحن نشاهد أناسـاً آخرين وهم يحققون أحلامنا التى حلمنا بها ، وننجرف مع حياتهم ربما لِنعوض قصوراً في حياتنا.
حسنـاً ؛ لنفكـر بعقولنا الآن..
ماذا بعد؟ ، ما الذي حدث عندما شاهدنا غيرنا وهم يحققون أحلامنا ؟! ، هل هكذا تحققت رغبتنا في تحقيق تلك الأحلام؟ هل تطورنا وتقدمنا ؟!
للأسـف الإجابـة هى لا ، لم يتحقق أيٌ من أحلامنا ، بل لم نمشي خطوةً واحدةً تجاههـا حتي..
بل ضاع وقتنا ، وتأخرنا على تحقيق أحلامنـا ، وربما أُحبطت عزيمتنا للسعي تجاه ما نحلم به لأننا رأينا غيرنا قد حققـه ، ونستمر هكذا إلى أن نستفيق على صفعةٍ من الحياة عندما نجد أنفسنا قد تقدمنا بالعمر ولم نحقق شيئـاً..
هل تتمنى حياة بعض من تراهم على الـ Social media ؟
أتعلم كيف حققوا أحلامهم ؟ لم يحققوهـا إلا بالسعي ، والتنازل عن بعض الملذات والملهيات التى لا تتنازل أنت عنها ، حققوها بتقليل عدد ساعات نومهم ، بالسهـر والتعب لتحقيق ما يحلمون به ، حتى يصلوا إلى ما يتمنوه ، وتكون أنت مجرد متفرج وشاهد على تحقيقهم لأحلامهم..
قف مع نفسك وقفـة صدقٍ الآن ، واسأل نفسك ماذا تريـد؟!
أتريد أن تحقق أحلامك وترتقي في حياتك اجتماعيـاً وعلميـاً وماديـاً ورياضيـاً وصحيـاً ؟
إذا كانت إجابتك هى نعم ؛ إذا قُم الآن واكتب أحلامك وأهدافك وضعها أمامك ، ارسم لتحقيقها طريقـاً ، وحدد له خطـة مليئةً بالسعي ، ثم ابدأ ، ابتعد عما يضيع وقتك ، سواءً كان شخصـاً أو مكانـاً أو شيئـاً ، ابتعد عما يسرق منك طاقتك وشغفك ، ابتعد عما يضيع عمرك..
ولا تتصور أن الطريق لأحلامك سيكون سهلاً ، أو أنك ستجد من يدعمك دائمـاً ، هذا ليس شرطـاً..
بل ربما سيكون الطريق وعِراً ، وربما ستمشي فيه وحدك ، وربما ستجد من يحبطك ، لكن لا تستمع لهم ، ولا تهتم حتى وإن مشيت الطريق وحدك ، فهذا حلمك أنت ، لا تنتظر من الناس أن يساعدوك على تحقيقه..
بل انغلق على نفسك وامضِ نحو حلمك ، تحمل صعوبة الطريق لترى ثمرة سعيك في النهايـة..
وحينهـا ، انظر إلى دهشـة من كانوا يحبطونك وإعجابهم بِك ، انظر كيف سترتفع قيمتك في عين نفسك ، عندما تتيقن أنك تستطيع ، وعندها لن تتردد في أن تحلم أحلامـاً أكبر ، وتسعى لها وتحققهـا ، وصدقنى ، لا شئ أجمـل من التعب وجنى ثِمـار هذا التعب بتحقيق الأحلام..
لا تقل أنا فقير وسأظل هكذا ولماذا يحدث هذا معي ، بل قم واسعي في طريقك لتكون غنيـاً كما تريد ، أتُريد الغِني ، إذاً ادفع ثمنه بجهدك..
لا تقل هناك من يفوقنى علمـاً ومكانة ، بل قم واجتهد وطور ذاتك وتعلَّم لتكون أفضل منه..
لا تقل أنا أتمنى شيئـاً ولا أستطيع أن أحققه ، بل ثق بالله أولاً ثم في ذاتك وامضِ لتحقيق هذا الشئ مهما كان ، ومهما بدا لك صعبـاً وبعيداً ، ولا تستصغر خطواتك ، “فالجبال الراسيات تكوَّنت من حصي”..
كف عن الاستسلام وعن عيش دور الضحية في حياتك ، حتى وإن كنت تعرضت لظروفٍ صعبـة ، ولكنَّك الآن “فاعلٌ” في حياتك ولستَ “مفعولاً به” ، إذاً استلم زمام أمورك ، وأمسِك بلجامِ حياتك ، وامضِ في طريقك ، وكن شجاعـاً بشكلٍ كافٍ لتحقيق ما تحلم بـه ، ولا تكُن جبانـاً مُضيعـاً لوقتك أو كسـولاً مُتفرجـاً على حياة الآخرين..
وتذكر ، إذا كنت تريد شيئـاً مـا ، وتتمناه حقـاً ، فعليك بالسعي ، فـحُلمك بالشئ ليس كافيـاً لتحقيقـه ، بل استمر بالسعي نحو هدفك ، وحقق هذا الحلم وابحث عن غيره لتحققـه ، واستمر في تحقيق هذه الأحلام واسعد في حياتك بهذا وكن ناجحـاً ، فلم تُخلَـق عبثـاً في هذه الحيـاة..
ولا تنجرف وراء المُلهيـات والمشتتات ، فكل هذا مخططٌ ومدروس لإبعادك أنت وغيرك عن طريق النجاح ، فلا تكُن فريسـةً سهلـة ، بل كُن جَسـوراً واعيـاً ، وحقق أحلامك ، فلن يأتى غيرك ليحققها لك..
“فحُلمُـك بِلا سعي ؛ سيبقَي حُلمـاً للأبـد”.