لم يعد غريبًا أن تسأل طفلًا اليوم: “ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟” فتأتيك الإجابة بعيدة كل البعد عن أحلام العلماء والأطباء والمخترعين.
فالعديد من الأطفال باتوا يحلمون بأن يكونوا مطربين أو ممثلين أو لاعبي كرة، بينما تلاشت من الأذهان طموحات المهنة النبيلة والرسالة السامية.
أصبحت الهوايات تُتّخذ سبيلًا للمهن، وانقلبت المعايير حتى كادت المهن العريقة أن تُنسى، وكأنها أصبحت في طيّ النسيان.
ورغم ذلك، ما زالت بعض الأسر صامدة، متمسكة بجذورها الأصيلة، تحرص على غرس القيم في نفوس أبنائها، وتعلّمهم تقدير العلم واحترام العلماء.
وهذا، في حد ذاته، تحدٍّ كبير في وجه الجهل المتفشي في المجتمع.
—
أسباب انتشار الظاهرة
من أبرز أسباب هذه الظاهرة الخطيرة هو الجهل بقيمة العلم والعلماء، وعدم إدراك ما يقدمه هؤلاء من خدمات جليلة للمجتمع.
فحين يغيب التقدير، ويتراجع الوعي، تنتشر النماذج الزائفة، ويتصدّر المشهد من لا يستحقون.
—
صفات طالب العلم
طالب العلم الحقيقي يعلو بأخلاقه، ويترفع عن الغرور والضجيج، لأنه يحمل رسالة سامية وأمانة عظيمة، وهبها الله له لينفع بها البشرية.
هو لا يسعى للشهرة، بل يجتهد لنشر الخير والمعرفة، رغم ما يواجهه من صعوبات وعقبات، لأن طريق العلم طريق شاق، والشيطان لا يحب من يسعى للخير.
—
انتشار الجهل
بينما نرى أهل الفسق والضلال ينتشرون كالنار في الهشيم، يحققون شهرة وانتشارًا واسعًا في وقت قياسي، في مفارقة مؤلمة تعكس اختلال الموازين.
—
واجبنا نحو العلم والعلماء
من واجبنا اليوم أن نتصدى لهذا الانحدار، وأن نُعيد الاعتبار لقيمة العلم في كل بيت وأسرة.
يجب أن نغرس في نفوس أبنائنا الفخر بالعلماء، ونحتفي بهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، خاصة علماؤنا العرب من الأدباء والمخترعين والأطباء الذين سطروا التاريخ بإبداعهم.
—
وعيٌ وإدراك
علينا أن نُعلِّم أبناءنا أن هؤلاء العلماء هم الأبطال الحقيقيون الذين ساهموا في بناء الحضارة ونهضة الأمة، وأن علمهم باقٍ رغم رحيل أجسادهم.
فهم لم يموتوا… بل خلّدهم علمهم.
حفظ الله مصر، وبارك في أبنائها، وزادهم علمًا ووعيًا، ورعاهم بفضله ومشيئته.