أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، غداة قمة في شرم الشيخ بمصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أنه سيقرر ما يراه صائباً لمستقبل الفلسطينيين والقطاع المحاصر والمدمّر.
وقّع ترامب مع قادة كلّ من مصر وتركيا وقطر في شرم الشيخ، الاثنين، وثيقة اتفاق غزة الذي توسّط فيه وأثمر وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتبادلهما سائر الرهائن الأحياء المحتجزين في القطاع بمعتقلين وسجناء فلسطينيين.
قال الرئيس الأمريكي من الطائرة التي كانت تقلّه عائدا إلى واشنطن إن”كثيرين يؤيدون حلّ الدولة الواحدة، وبعضهم يفضّل حل الدولتين، سنرى”.
أضاف”لم أعلّق على ذلك بعد، سأقرّر ما أراه صائباً، لكن بالتنسيق مع دول أخرى”.
في وقت سابق اليوم، كتب ترامب على منصة”تروث سوشيال”أن”غزة ليست سوى جزء من المهمة، وإن الجزء الأهم هو السلام في الشرق الأوسط”.
تابع:”الآن على الدول التي ناضلت كثيراً من أجل المنطقة أن تتكاتف وتنجز المهمة”.
أضاف:”أعود إلى واشنطن العاصمة الآمنة والجميلة. أنجزتُ الكثير اليوم في إسرائيل ومصر. عملٌ كثير، لكنني لا أريده بأي طريقة أخرى، لقد كانت تجربة لا مثيل لها! الآن”.
وقّع قادة الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر في مدينة شرم الشيخ المصرية، أمس، وثيقة اتفاق إنهاء الحرب في غزة الذي دعا إليه ترامب لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل،”حماس”، ووصف الرئيس الأمريكي ما جرى بأنه”يوم عظيم للشرق الأوسط”.
شارك ترامب في رئاسة”قمة شرم الشيخ للسلام” إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور 31 من قادة وممثلي دول ومنظمات دولية.
لم يحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا ممثلون ل”حماس”القمة، في حين شارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي صافح الرئيس الأميركي.
استقبل ترامب القادة واقفاً على منصة مُدّ عليها بساط أحمر، مبتسماً ومصافحاً تباعاً كلّ واحد منهم، وأمامه لوحة كتب عليها”السلام 2025″، وخلفه لافتة كبيرة كتب عليها”السلام في الشرق الأوسط”، ورفع الرئيس الأمريكي إبهامه مراراً أمام الكاميرات.
قال الرئيس الأمريكي قبيل مغادرته مصر:”لقد نجحنا معاً فيما اعتقد الجميع أنّه مستحيل. أخيراً، لدينا سلام في الشرق الأوسط”، أوضح ترامب أنّ”الوثيقة ستتضمن القواعد والترتيبات وكثيراً من التفاصيل الأخرى”، مضيفاً مرّتين:”سيصمد هذا الاتفاق”.
مساء الاثنين بتوقيت واشنطن، نشر البيت الأبيض هذه الوثيقة التي تشدّد، لكن بمصطلحات غامضة، على ضرورة التوصّل إلى”سلام دائم”بين إسرائيل وجيرانها، بمن فيهم الفلسطينيون.
يقول القادة في الوثيقة:”نرحّب بالتقدّم المُحرَز في إرساء ترتيبات سلام شاملة ودائمة في قطاع غزة، وبالعلاقات الودّية والمثمرة بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة”، مؤكّدين التزامهم”بمستقبل يسوده السلام الدائم”.
في طريق عودته من شرم الشيخ إلى واشنطن، تهرّب ترامب خلال دردشة مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية من سؤال بشأن حلّ الدولتين، قال ترامب:”أنا لا أتحدّث عن دولة واحدة، أو دولة مزدوجة، أو دولتين، نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة”.