عالم الرياضة

كيف نجحت إدارة ليفربول في”إضعاف”محمد صلاح؟

كيف نجحت إدارة ليفربول في"إضعاف"محمد صلاح؟

نورهان عيد 

كشف موقع”تيم توك”الرياضي عن أجواء إيجابية تسود أروقة نادي ليفربول الإنجليزي، بشأن ملف تجديد عقد نجم الفريق الأول، الدولي المصري محمد صلاح.

أشار الموقع إلى أن إدارة”الريدز”تبدي تفاؤلاً حذرًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي مع اللاعب ووكيله خلال الفترة المقبلة، وأن هناك تحركات جادة تجري خلف الكواليس لحسم هذا الملف الذي يشغل بال جماهير النادي.

لكن خلف هذا التفاؤل الظاهري، تكمن قصة قد تبدو للبعض وكأنها”خطة جنونية” اتبعتها إدارة ليفربول بذكاء بالغ، وربما ببعض “المكر” إن صحت الكلمة، لضمان بقاء النجم المصري بشروط تخدم مصلحة النادي على المدى الطويل.

فبينما كانت جماهير”الريدز”تتمنى حسم ملف التجديد في أقرب وقت، فضلت الإدارة سياسة “النفس الطويل”، منتظرة اللحظة المناسبة لتقديم عرضها النهائي.

سياسة النفس الطويل رهان رابح

لم يكن لدى إدارة ليفربول أدنى شك في رغبتها ببقاء محمد صلاح ضمن صفوف الفريق، فالنجم المصري يعتبر ركيزة أساسية في تشكيلة المدرب آرني سلوت وقيمته الفنية لا تقدر بثمن.

لكن الإدارة تعاملت مع ملف التجديد ببرود أعصاب وحسابات دقيقة، مدركة تمامًا لقوة موقفها في أوقات معينة.

بالعودة إلى شهر يناير الماضي، كان الوضع مختلفًا جذريًا، كان محمد صلاح في أوج تألقه، يقود خط هجوم ليفربول ببراعة ويسجل الأهداف بغزارة.

كان الفريق ينافس بقوة على جميع الألقاب المتاحة، سواء في الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا أو الكؤوس المحلية، في تلك الفترة، لو فتحت إدارة ليفربول ملف التجديد بجدية، لكانت مضطرة للاستجابة لمعظم شروط محمد صلاح المالية، نظرًا لقيمته الكبيرة للفريق وحاجته الماسة لخدماته في ظل المنافسة الشرسة على الألقاب.

تحول مفاجئ يخدم الإدارة

لكن الأمور تغيرت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية، فقد شهد أداء ليفربول تراجعًا ملحوظًا، حيث ودَّع دوري أبطال أوروبا بطريقة مؤلمة أمام باريس سان جيرمان.

كما خسر الفريق نهائي كأس الرابطة أمام نيوكاسل يونايتد، في مباراة شهدت بعض الانتقادات الموجهة لأداء صلاح من قبل جزء من الجماهير.

هذا التحول المفاجئ في نتائج الفريق وأداء النجم المصري وضع إدارة ليفربول في موقف تفاوضي أقوى بكثير، فبعد أن كان الفريق بحاجة ماسة لصلاح في يناير لتحقيق الألقاب، أصبح بإمكان الإدارة الآن التفاوض على مطالبه من مركز قوة أكبر.

فصورة الفريق المهزوزة وخسارة الألقاب، بالإضافة إلى بعض الانتقادات التي طالت صلاح، قد تجعل اللاعب أكثر مرونة في مناقشة شروط العقد الجديد.

مكر غير مقصود

بالطبع، من غير المرجح أن تكون إدارة ليفربول تمنت أن يمر فريقها بهذه الفترة الصعبة من أجل تحقيق مكاسب في مفاوضات تجديد عقد صلاح، لكن السيناريو الذي حدث للفريق خدم مصلحة الإدارة بشكل أو بآخر، حتى لو لم يكن هذا هو الهدف الأساسي من تأخير المفاوضات.

فمن خلال سياسة “النفس الطويل”، تمكنت إدارة ليفربول من الانتظار حتى تغيرت الظروف لصالحها؛ ما يمنحها الآن فرصة أكبر لتجديد عقد نجمها المصري بشروط قد تكون أكثر ملاءمة لميزانية النادي وخططه المستقبلية.

هذه “الخطة الجنونية”، التي ربما لم تكن مخططًا لها بهذا الشكل الدقيق، قد تكون المفتاح لبقاء محمد صلاح في آنفيلد لسنوات قادمة، ولكن بشروط مختلفة عما كان متوقعًا في بداية العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى