ماهر حسن
أثارت سلسلة من الضربات الفاشلة في أبريل ومايو 2025 مخاوف في الولايات المتحدة – وتشير التقديرات إلى أن الصواريخ الأمريكية أسقطتها الحرب الإلكترونية من قبل الحوثيين
كشف ظهور مقاطع فيديو وصور مؤخرا من اليمن، تم نشرها على الإنترنت، عن فشل اثنين من أكثر الأسلحة تطورا لدى الجيش الأمريكي خلال العملية ضد الحوثيين (أنصار الله).
إن فشل هذه الأسلحة، وخاصة GBU-53/B StormBreaker وAGM-88E Advanced Anti Radiation Guided Missile (AARGM)، يثير تساؤلات جدية حول موثوقية وفعالية هذه التقنيات، وخاصة في حرب ذات ظروف معقدة ومعاكسة مثل الحرب في اليمن.
سياق العمل
تجددت العمليات العسكرية الأميركية في اليمن في مارس/آذار 2025، عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن ضربات ضخمة ضد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ردا على هجمات الجماعة على السفن التجارية الإسرائيلية في البحر الأحمر.
استخدمت القوات الجوية والبحرية الأمريكية أسلحتها الأكثر تطوراً، مثل GBU-53/B وAGM-88E، لضرب الأهداف المتحركة والثابتة بدقة عالية، والاستفادة من خصائصها لتدمير الأهداف على مسافات طويلة.
ومع ذلك، فإن سلسلة الضربات الفاشلة التي وقعت في أبريل/نيسان ومايو/أيار 2025 أثارت المخاوف، حيث فشلت الأسلحة في الوصول إلى أهدافها أو سقطت أثناء طيرانها.
الفشل الأول
تُعد قنبلة GBU-53/B StormBreaker واحدة من أكثر الأسلحة تطوراً في القوات الجوية والبحرية الأمريكية.
وبدأ تشغيله في عام 2020 وهو مصمم لضرب الأهداف المتحركة على مسافات تصل إلى 74 كيلومترًا.
تم تجهيز GBU-53/B بنظام ملاحة GPS ونظام بالقصور الذاتي بالإضافة إلى ثلاث طرق لالتقاط الهدف (الرادار والتوجيه بالأشعة تحت الحمراء والانعكاس النصفي بالليزر)، وهي قادرة على تحديد الأهداف ومهاجمتها بدقة كبيرة.
لكن بقايا هذا الصاروخ ظهرت في محافظة شبوة باليمن في 25 أبريل/نيسان الماضي.
إن فشلها في تحقيق هدفها يثير تساؤلات حول أسباب الضرر.
ورغم أن الأسباب قد تكون مرتبطة بأخطاء في التصميم أو أعطال ميكانيكية، إلا أنه لا يمكن استبعاد احتمال اللجوء إلى الحرب الإلكترونية من قبل الحوثيين، الذين قد يستخدمون وسائل تتداخل مع تشغيل نظام الملاحة في السلاح.
الفشل الثاني
يعد صاروخ AGM-88E AARGM، الذي دخل الخدمة في عام 2012، أحد أقوى صواريخ الدفاع الجوي.
تم تصميم AARGM بسرعة 2.9 ماخ ومدى أقصى يبلغ 148 كيلومترًا خصيصًا لتدمير الرادارات والرادارات التي تصدر الإشعاع.
ويستخدم الصاروخ رادارًا نشطًا، ما يسمح له بمهاجمة الأهداف المتحركة حتى لو قامت بتعطيل راداراتها.
كما أنها قادرة على ضرب أهداف ثابتة ببيانات محددة مسبقًا.
وسجل فشل هذا الصاروخ في مايو/أيار الماضي، حيث تم العثور على بقايا صاروخ باليستي عابر للقارات في غرب اليمن، بالقرب من منطقة الحديدة.
ويرى الخبراء أن فشل صاروخ AARGM، مثل GBU-53/B، ربما يكون بسبب مشاكل تقنية أو تدخل من الحرب الإلكترونية، والتي ربما “أعمت” الأسلحة.
التأثير الاستراتيجي.
ويثير فشل هذه الأسلحة القلق في واشنطن ويثير تساؤلات مهمة حول القيمة الاستراتيجية للأسلحة المتطورة التي يستخدمها الجيش الأميركي.
ورغم أن هذه الإخفاقات لا تبدو واسعة النطاق، إلا أن هناك خطر وقوع الأسلحة التالفة في أيدي الحوثيين ونقلها إلى إيران، داعمهم الرئيسي.
تستطيع إيران، بالتعاون مع روسيا والصين، الحصول على معلومات تكنولوجية بالغة الأهمية يمكن استخدامها لتطوير وتطوير أنظمة الحرب الإلكترونية المناسبة أو حتى الأسلحة المضادة للسفن.
أثبتت تقنيات الحرب الإلكترونية الروسية فعاليتها في تحييد أنظمة الأسلحة المماثلة التي سلمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا.
وإذا استخدم الحوثيون أو أنصارهم تقنيات مماثلة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع الاستراتيجي الأميركي في المنطقة وتعزيز موقف خصومهم.
التحديات الاستراتيجية للولايات المتحدة.
ورغم أن فشل هذه الأسلحة ما زال محدودا حتى الآن، فإنه يسلط الضوء على عدد من التحديات الاستراتيجية والتقنية التي تواجه الولايات المتحدة.
إن الانتشار المحتمل لتكنولوجيا هذه الأسلحة بين قوات العدو قد يؤثر على استراتيجياتها ويعزز قدرات خصومها في مجال الحرب الإلكترونية والدفاع الصاروخي.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن فشل أسلحتها المتقدمة في حرب منخفضة الكثافة مثل الحرب في اليمن يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين بشأن فعالية استراتيجياتها وقدرتها على الحفاظ على تفوقها في بيئات الحرب غير التقليدية.
إن استمرار الحرب في اليمن، واستمرار تطوير التقنيات من قبل الحوثيين وحلفائهم، سيحدد بالتأكيد مدى تطور الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، فضلاً عن موثوقية أسلحتها الحديثة.
الحوثيون يضربون إسرائيل بصاروخ فرط صوتي
في هذه الأثناء، يواصل الحوثيون… دون رادع عملياتهم، بما في ذلك الهجمات على حاملات الطائرات الأميركية.
لقد وجدت إسرائيل نفسها مرة أخرى تحت أنظارهم في تطور كبير وخطير من شأنه أن يؤدي حتما إلى تصعيد خطير في الشرق الأوسط.
وفي التفاصيل، أعلن التنظيم إطلاق صاروخ فرط صوتي استهدف قاعدة جوية إسرائيلية، رداً على الغارات الجوية الإسرائيلية في اليمن.
وبحسب تصريحات المتحدث العسكري باسم التنظيم، فإن الهجوم يعد “ردا مشروعا” على تصعيد العمليات الإسرائيلية ضد الأراضي اليمنية.
ويمثل هذا الإطلاق أول استخدام لسلاح فرط صوتي من قبل الحوثيين ضد إسرائيل، مما يمثل مرحلة جديدة ومثيرة للقلق بشكل خاص في حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة.
وتشير مصادر عسكرية في الشرق الأوسط إلى أن إسرائيل في حالة تأهب قصوى، وتراقب عن كثب تقدم قدرات الحوثيين الصاروخية، والتي يبدو أنها تتعزز بفضل الدعم الإيراني.
ويحذر المحللون من أن تورط الحوثيين في المواجهة بين إسرائيل وإيران قد يتحول إلى جبهة نشطة في الحرب بالوكالة المستعرة بالفعل في لبنان وسوريا والعراق.
القيادة المركزية الأميركية: ضربنا 800 هدف في اليمن