أعلنت حركة الحوثيين الشيعية المتمردة، في 16 مارس/آذار، أنها نفذت هجومين ضد حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية خلال 24 ساعة ردا على الغارات الأميركية الأخيرة في اليمن.
وفي البداية، أعلنت الجماعة المدعومة من إيران أنها أطلقت 18 صاروخا وطائرة مسيرة ضد حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان والسفن الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر.
وبعد ساعات أعلن الحوثيون عن تنفيذ هجوم ثان.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة العميد يحيى سريع إن الهجمات على حاملة الطائرات والمجموعة الضاربة التابعة لها جاءت “ردا على العدوان الأمريكي المستمر على بلادنا”.
وأكد مسؤولون أميركيون لوكالات أنباء أن الحوثيين أطلقوا طائرات مسيرة وصاروخا واحدا على الأقل في هجومهم الأول.
في الفترة ما بين 15 و16 مارس/آذار، أطلق الحوثيون 11 طائرة مسيرة وصاروخا واحدا على الأقل خلال فترة 12 ساعة.
وقال مسؤولون أميركيون لم يكشف عن هويتهم، إن 10 طائرات بدون طيار أسقطتها مقاتلات تابعة للقوات الجوية الأميركية، في حين اعترضت طائرة أخرى بواسطة طائرة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية.
وسقط الصاروخ في البحر، بعيدا عن حاملة الطائرات وسفن مرافقتها، ولم يتسبب أي من الهجومين في إصابة القوات الأميركية بشكل مباشر.
غارات جوية أميركية واسعة النطاق في اليمن – عشرات القتلى
يشار إلى أن الولايات المتحدة شنت في 15 مارس/آذار الماضي غارات جوية واسعة على مناطق تسيطر عليها جماعة الحوثي، تنفيذا لأوامر الرئيس دونالد ترامب.
وقال إن هذه الهجمات جاءت ردا على هجمات الحوثيين على السفن التجارية.
وأسفرت القصف الأمريكي عن مقتل 53 شخصا وإصابة 98 آخرين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز إن عددا من قيادات الحوثيين قتلوا، فيما زعمت حكومة الحوثيين أن من بين الضحايا نساء وأطفالا.
ووصفت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الهجوم بأنه بداية عملية عسكرية كبيرة ضد الحوثيين في جميع أنحاء اليمن.
وقعت غارات جوية جديدة ليلة 16-17 مارس. وبحسب وسائل إعلام يمنية، فقد تم تنفيذ ضربات في:
مصنع حلج القطن في محافظة الحديدة غرب اليمن
غرفة التحكم لسفينة جلاكسي ليدر التي استولى عليها الحوثيون في نوفمبر 2023
المجمع الحكومي في محافظة الجوف
تهديدات بالتصعيد – استنفار عسكري في الولايات المتحدة وإسرائيل
أكد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، أن جماعته مستعدة للرد على التصعيد بالتصعيد، داعيا المواطنين اليمنيين إلى تنظيم مسيرة احتجاجية يوم 17 مارس/آذار الجاري ضد الهجمات الأميركية.
في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي وضع في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة من قبل الحوثيين.
الولايات المتحدة: ترامب يتهم إيران ويهدد بالرد
في أول رد فعل له بعد الضربة القوية على حاملة الطائرات الأميركية، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إيران تقف وراء هجمات الحوثيين، وحذر من أن الولايات المتحدة لن تقتصر هجماتها على الحوثيين فقط إذا استمرت الضربات.
وفي منشور على موقع “تروث سوشيال”، كتب ترامب:
“لا تدع أحدا يخدعك!” إن مئات الهجمات التي نفذها الحوثيون، هؤلاء قطاع الطرق والبلطجية، لها أصولها في إيران. “وأضاف أن أي هجوم أو رد آخر من قبل الحوثيين سيقابل بقوة كبيرة، ولا يوجد ما يضمن أن تتوقف هذه القوة عند هذا الحد”.
واتهم ترامب طهران بلعب دور الضحية البريئة للإرهابيين الذين من المفترض أنها فقدت السيطرة عليهم، بينما في الواقع، كما قال، لا تزال تسيطر على الحوثيين.
وحذر من أن واشنطن تحمل طهران مسؤولية أي هجوم حوثي وتوعد بالرد:
“من الآن فصاعدا كل طلقة حوثية ستعتبر طلقة إيرانية بأمر من النظام الإيراني”. “ستتحمل إيران المسؤولية، وستعاني من العواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة”.
هل يلوح في الأفق صراع أميركي حوثي شامل؟
في 15 مارس/آذار، شنت الولايات المتحدة ضربات ضخمة في اليمن، بهدف – بحسب القيادة المركزية الأمريكية – حماية المصالح الأمريكية وضمان حرية الملاحة.
وردا على ذلك، هاجم الحوثيون مرتين حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان في شمال البحر الأحمر.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن المواجهة بين الولايات المتحدة والحوثيين قد تتحول إلى صراع عسكري مفتوح.
ورغم أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو استبعد إمكانية القيام بعمليات برية، فإن فشل الحملة الجوية قد يدفع إدارة ترامب إلى الموافقة على مثل هذه الإجراءات.